بث تجريبي

رآي

بمناسبة مرور 99 عام لذكرى مولد د ميلاد حنا فى 24 يونية 1924انشر بعض مقالاتمصر رائدة التنوير والسماحةالاهرام ‏السنة 126-العدد 42407 2003 يناير 14 الثلاثاءبقلم : د‏.‏ميــلاد حــناالثلاثاء الماضي‏7‏ يناير عام‏2003‏ صار يوما مميزا مبهجا في تاريخ مصر المعاصر‏،‏ فقد حقق لنا ـ بشكل متجدد ـ أحد شعاري ثورة عام‏1919،‏ عاش الهلال مع الصليب عندما أصدر الرئيس مبارك قرارا جميلا ورائعا ـ من إبداعاته الشخصية ـ التي أسعدت المسلمين والأقباط معا‏،‏ فقد صار يوم عيد الميلاد‏(‏ بالتقويم الشرقي للأقباط الأرثوزكس‏)‏ عيدا قوميا أي يحتفل به المصريون جميعا‏،‏ وبلغة العصر عاد الانتماء الوطني كتفا بكتف مع الانتماء الديني كما كان في الحقبة الليبرالية‏(1919‏ ـ‏1952)‏ لتقدم مصر نموذحا للمعايشة‏،‏ فالعالم تجتاحه أعاصير التعصب بسبب الاختلاف العرقي أو الديني أو المذهبي من أمريكا غربا إلي الفلبين وأندونيسيا شرقا مرورا بالسودان ونيجيريا في أفريقيا وغيرها‏.‏ ومن هنا فإن استمرار علاقات المودة والتآخي بين المسلمين والأقباط‏،‏ ليست مسألة أمن قومي واستقرار سياسي فحسب‏،‏ ولكنها فوق ذلك وقبله تضئ شمعة وتقدم نموذجا للمنطقة ـ بل وللعالم ـ لكيفية وأسلوب وثقافة التعايش مع التنوع ولذا نهتف قائلين‏: مصر رائدة التنوير والسماحة‏عندما صدر قرار الرئيس مبارك بأن يكون‏7‏ يناير عيد المصريين جميعا عظيما ومن منطلق شخصي شعرت أن أحد أمنياتي القديمة قد تحققت بعد مضي‏27‏ عاما‏،‏ وقفز إلي ذهني قصة تراثية سجلت في الإصحاح الثاني من إنجيل القديس لوقا تروي أن شيخا وقورا بارا اسمه سمعان كان ينتظر ظهور ومجئ السيد المسيح‏،‏ وأوحي اليه بالروح القدس أنه لن يواجه الموت قبل أن يري مسيح الرب‏،‏ فأتي بالروح إلي الهيكل وعندما دخل الصبي يسوع ليضعا له حسب عادة الناموس‏،‏ أخذه سمعان الشيخ بين ذراعيه وقال‏:‏ الآن تطلق عبدك بسلام حسب قولك‏.‏ لأن عيني قد أبعدتا خلاصك‏.‏وقصتي هي أنه عقب أن بدأت الحرب الأهلية الطائفية في لبنان‏،‏ خشيت أن يمتد الفيروس اللبناني إلي مصر‏،‏ ووقتها‏،‏ كتبت مقالا بصحيفة قومية بعنوان من أجل مزيد من الوحدة الوطنية ليوم‏29‏ ديسمبر‏1975‏ وسجلت فيها مشاعري وجاءت فيها هذه العبارة‏:‏من أجل هذا فإنني أدعو وزير التعليم‏(‏ وكان وقتها هو الصديق والزميل في هندسة عين د‏.‏ شمس مصطفي كمال حلمي‏)‏ لأن يدرس اقتراح أن يكون يوم عيد الميلاد في‏7‏ يناير عطلة رسمية في جميع المدارس والجامعات إذ انه من الناحية العملية لا تستقيم فيه الدراسة‏،‏ لغياب المدرسين والطلبة الأقباط‏،‏ وتنفيذ هذا الاقتراح لن يحسم حالة الانتظام المطلوبة في المدارس والجامعات فحسب‏،‏ وإنما سوف يسعد الأقباط كثيرا‏،‏ إذ سيتأكد لهم فوق كل تأكيد ـ أنهم جزء فعال وأساسي في المجتمع المصري‏..‏ ومن جانب آخر‏،‏ فإن ذلك سيعطي فرصة أوسع لتبادل التهاني بالعيد تدعيما للوحدة الوطنية‏.‏وها هي أمنيتي يحققها الرئيس مبارك ولكن بشكل أكمل وأرقي وأعم فقد صار يوم‏7‏ يناير‏(‏ وهو عيد تذكار مولد السيد المسيح‏)‏ نقول‏،‏ قد صار في مصر ـ رائدة التنوير والسماحة في العالم العربي الاسلامي ـ ليصبح عيد المصريين جميعا فعمت البهجة كل أرجاء مصر‏.‏

‏زارني في منزلي للمعايدة إخواني اعضاء أسرة وادي النيل‏(‏ وهي جمعية أهلية أنشئت عام‏1996‏ وتضم باقة من خيرة المصريين وبجوارهم...

قراءة المزيد
صفحة 58 من 60 1 57 58 59 60