48 عامًا على رحيل عبد الحليم حافظ.. العندليب الذي غنى للحب والوطن وخلدته الأجيال

تحل علينا اليوم الذكرى الـ48 لرحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي رغم مرور عقود على وفاته، لا يزال صوته يسكن القلوب وأغانيه تُخلد اسمه كواحد من أعظم المطربين في تاريخ الموسيقى العربية.
نشأة عبد الحليم حافظ
ولد عبد الحليم علي إسماعيل شبانة في 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ليبدأ رحلة حياة حافلة بالتحديات، فقد والدته بعد أيام من ولادته، وقبل أن يُتم عامه الأول، فقد والده أيضًا، لينشأ يتيمًا تحت رعاية خاله الحاج متولي عماشة.
كانت طفولته قاسية، خاصة بعدما أصيب بمرض البلهارسيا أثناء لعبه في ترعة القرية، وهو المرض الذي رافقه طيلة حياته، وخضع بسببه لـ61 عملية جراحية.
بداية عشقه للموسيقى
بدأ شغف عبد الحليم بالموسيقى منذ طفولته، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية عام 1943 لدراسة التلحين. خلال هذه الفترة، التقى بالملحن كمال الطويل، الذي أصبح أحد أبرز شركائه في النجاح.
وبعد تخرجه عام 1948، عمل مُدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرًا بالقاهرة، لكنه لم يجد نفسه في التدريس، فاستقال عام 1950 لينضم إلى فرقة الإذاعة الموسيقية كعازف على آلة الأوبوا.
اكتشاف العندليب وانطلاقته الفنية
وفي عام 1951، التقى عبد الحليم برفيق دربه مجدي العمروسي، وتعرّف على الإذاعي حافظ عبد الوهاب، الذي اكتشف موهبته ومنحه اسمه الفني “عبد الحليم حافظ” بدلًا من شبانة.
وكانت بدايته الفنية متعثرة، حيث رفض الجمهور أغنيته “صافيني مرة” عند تقديمها لأول مرة عام 1952، لكنه أصر على إعادة غنائها عام 1953، لتلقى نجاحًا كبيرًا.
وفي عام 1954، قدم أغنية “على قد الشوق”، التي حققت شهرة واسعة، وكانت سببًا في انطلاقته القوية، ليتحول إلى النجم الأول في مصر والوطن العربي.
اقرأ أيضًا: مصدر يكشف لـ«الحرية» حقيقة نشوب حريق داخل فيلا عبد الحليم حافظ في المهندسين| صور
عبد الحليم حافظ وثورة يوليو 1952
لم يكن عبد الحليم مجرد مطرب، بل كان صوتًا للوطن، حيث تزامنت انطلاقته مع ثورة يوليو 1952، وقدم العديد من الأغاني الوطنية التي عبرت عن آمال وطموحات المصريين، مثل “السد العالي”، “صورة”، “حكاية شعب”، و”عاش اللي قال”.
وفي عام 1968، غنى “المسيح” في لندن، وهي من كلمات الأبنودي وألحان بليغ حمدي، والتي عبرت عن معاناة الفلسطينيين وربطت بين آلامهم وآلام المسيح، مؤكدًا أن الأرض ستعود لأصحابها.
دوره في حرب أكتوبر 1973
لم يكن غياب عبد الحليم عن الساحة الفنية خلال حرب أكتوبر 1973 خيارًا، بل كان حاضرًا بأغانيه التي أشعلت الحماس في قلوب المصريين، ومنها “الفجر لاح”، و”قومي يا مصر”، و”باركي الولاد يا صبية”، و”عاش اللي قال”.
عبد الحليم والسينما
إلى جانب الغناء، كان للعندليب حضور سينمائي قوي، حيث شارك في 16 فيلمًا، أبرزها “لحن الوفاء”، “أيام وليالي”، “الوسادة الخالية”، “حكاية حب”، و”أبي فوق الشجرة”، الذي كان آخر أفلامه.
كما قدم مسلسلًا إذاعيًا وحيدًا بعنوان “أرجوك لا تفهمني بسرعة” عام 1973، بمشاركة نجلاء فتحي وعادل إمام.

تراث عبد الحليم الغنائي
قدم عبد الحليم حافظ أكثر من 230 أغنية، تتنوع بين الرومانسية والوطنية، ومن أبرزها:
الأغاني العاطفية: “موعود”، “قارئة الفنجان”، “حبيبتي من تكون”، “أي دمعة حزن لا”.
الأغاني الوطنية: “ابنك يقولك يا بطل”، “عاش اللي قال”، “فدائي”، “ضد الصهيونية”.
مرض العندليب ورحيله
كان مرض البلهارسيا عدو عبد الحليم الأكبر، حيث أصيب بتليف في الكبد أدى إلى مضاعفات خطيرة، وفي 30 مارس 1977، توفي عبد الحليم حافظ في لندن عن عمر 47 عامًا، نتيجة نزيف حاد سببه فيروس سي الذي أصيب به عبر نقل دم ملوث.
إرث لا ينسى
رغم رحيله، لا يزال عبد الحليم حيًا في قلوب محبيه، فأغانيه تُسمع في كل المناسبات، وأفلامه تُعرض باستمرار، فلم يكن مجرد مطرب، بل كان حالة فنية استثنائية جمعت بين الإحساس والعطاء.
The post 48 عامًا على رحيل عبد الحليم حافظ.. العندليب الذي غنى للحب والوطن وخلدته الأجيال first appeared on موقع الحرية.