تمر علي مصر والامة الاسلامية هذه الأيام ذكري غالية عطرة هي ذكري المولد النبوي الشريف وهي خير ذكري للتأمل والتفكر والتدبر في سيرة سيد الخلق الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم حتي تكون نبراسا لنا وللبشرية جمعاء خاصة في ظل مايشهده عالمنا حاليًا من حروب وفتن ومؤمرات وصراعات تودي بحياة البشر ويظلم فيها القوي الضعيف
يؤمن المسلم بأن الله سبحانه وتعالى قد اصطفي من الناس رسلًا واوحي اليهم بشرعه وعهد إليهم بإبلاغه لقطع حجة الناس عليه يوم القيامة وارسلهم بالبينات وأيدهم بالمعجزات ابتدأهم بنوح وختمهم بمحمد صلي الله عليه وسلم فهم أكمل خلق الله علي الاطلاق وافضلهم بلا استثناء وأنه لايتم ايمان عبد الا بالإيمان بهم جميعا وقد قال صلي الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق” وقال تعالي فيه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقد شهدت التوراة والإنجيل ببعثته وبرسالته وتبشير كل من موسي عيسي عليهما السلام به
وقد حث رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم علي بر الوالدين ووجوب طاعتهما والإحسان اليهما حيث قال “الا أنبأكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلي يارسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئًا فجلس وقال الا وقول الزور وشهادة الزور ، الا وقول الزور وشهادة الزور” كما حث علي الآداب المشتركة بين الازواج وقوله في حجة الوداع ” ألا إن لكم علي نسائكم حقًا ولنسائكم عليكم حقًا ” وقوله صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرا “
ومما حث عليه من آداب الأدب مع الجيران في قوله “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره”
كذلك قوله “لايؤمن احدكم حتي يحب لأخيه مايحب لنفسه ويكره له مايكره لنفسه “، وقوله ” كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه” وقوله عليه الصلاة والسلام “المؤمن من أمنه المؤمنون علي أنفسهم وأموالهم” وقوله ” من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا” وقوله صلي الله عليه وسلم “من آذي ذميآ فأنا خصمه يوم القيامة ” وقوله يقول الله تعالي “يا عبادي اني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته محرمًا بينكم فلا تظالموا”
هذا جزء من أدبه وسنته الشريفة التي هي المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية والتي وجب علينا طاعته واقتفاء اثره وحبه وتوفيره واحياء سنته واظهار شريعته وابلاغ دعوته في ذكري يوم مولده الشريف
ندعو الله ان يعيد هذه الذكري علي مصرنا الحبيبة بالخير واليمن والامان والمحبة والسلام.
رئيس جامعة السادات السابق