كشف الأمين السابق لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان، الفريق الأول جبار ياور، عن عدد العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية والإيرانية في الأراضي العراقية خلال العام الحالي والماضي، مشيرًا إلى وجود تهديد تركي بشن عمليات عسكرية برية واسعة في العراق.
وقال ياور إن “القصف التركي مستمر على الإقليم منذ عام 2007، وارتفعت حدته خلال السنوات الأربع الماضية”، كاشفاً عن وجود ما يقارب 87 ثكنة عسكرية تركية داخل الأراضي العراقية بعمق 30 إلى 40 كيلومترا على طول الحدود العراقية التركية”.
وأوضح أن “الإحصائيات التي سجلتها قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية الموجودة على طول الحدود التركية العراقية الإيرانية منذ بداية هذا العام وحتى نهاية شهر آب الماضي كانت 302 عملية عسكرية جوية وأرضية وقصف مدفعي وقصف بالطيران الحربي وكذلك المسيرات على الحدود وفي عمق اراضي إقليم كردستان العراق كان نصيب القوات التركية 299 عملية ونصيب القوات الإيرانية 3 عمليات، فيما كان عدد العمليات خلال العام الماضي 604″.
وأشار ياور إلى أن “المبررات للدولتين هو وجود أحزاب معارضة مسلحة على طول الحدود العراقية الإيرانية والعراقية التركية لهاتين الدولتين”.
ونوّه إلى أن “الطائرات التركية الحربية وكذلك المسيرات التي بدون طيار تحوم بشكل يومي في سماء إقليم كردستان وفي جميع المحافظات الشمالية على طول الحدود التركية مع العراق وكذلك الحدود الإيرانية حاليًا وفي عمق الأراضي بإقليم كردستان العراق”.
ولفت إلى أنه “في بعض الحالات يصل عمق دخول الطائرات المسيرة في داخل الأراضي العراقية لحوالي أكثر من 300 كم حيث يطال القصف المركبات والأشخاص في قضاء كفري الذي يبعد حوالي 350 كم عن الحدود التركية العراقية والأمر ينطبق على محافظة كركوك والتي هي أيضًا تبعد حوالي أكثر من 250 إلى 300 كم عن الحدود العراقية التركية “.
وحول الوضع في سنجار، بيّن ياور أن “تركيا تستهدف من خلال طائراتها المسيرة أو الحربية مواقع مسلحين تابعين لتنظيمات محلية تتهمهم بالانحياز السياسي إلى أيديولوجية حزب العمال الكردستاني المعارض للحكومة التركية”، مشيراً إلى أن “هذه العمليات تجعل من استقرار المدينة أمراً صعباً، وهذا ما ساهم في صعوبة إقناع العوائل النازحة في الإقليم بالعودة للمدينة”.
وأضاف أن “الوضع القلق في المدينة نتيجة القصف التركي الذي يطال حتى الطرق العامة أو داخل قصبات المدينة أدى إلى ترك العوائل العائدة للمدينة لمنازلهم هذه المرة والعودة مجدداً إلى مخيمات النزوح في إقليم كردستان العراق لحماية themselves من قصف هذه الطائرات”.
وأشار إلى أن “تركيا تهدد حالياً بالقيام بعمليات عسكرية أرضية إن بقى هؤلاء المسلحين في القضاء”، مؤكداً أن “العمليات العسكرية والقصف التركي تسببت في نزوح أهالي حوالي 400 قرية من الحدود إلى داخل المدن والقصبات”.
وختم ياور حديثه بالقول إن “هذه العمليات تعد خروقات في سيادة سماء وارض العراق وحسب الدستور العراقي وحسب القوانين الدولية المتعلقة بموضوع الحفاظ على امن الحدود بين الدول”.
تكشف الإحصاءات التي قدمها الفريق الأول جبار ياور عن حجم التدخل العسكري التركي في الأراضي العراقية، حيث بلغت عدد العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية خلال 20 شهراً الماضية 903 عملية، منها 299 عملية جوية وأرضية وقصف مدفعي وقصف بالطيران الحربي وكذلك المسيرات.
وتأتي هذه العمليات في إطار سعي تركيا إلى القضاء على حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا على أنه منظمة إرهابية.
وتثير هذه العمليات مخاوف من تصاعد التوتر بين تركيا والعراق، حيث يرى العراق أن هذه العمليات تعد خروقات في سيادة البلاد.