بقلم الأستاذ أحمد زحام
صدر عن دار المعارف السلسلة الأولى من كوكب سارة القصصية ، حكايات آدم ، وهي مكونة من ست حكايات كلها تتحدث عن آدم وعالمه المحيط به منذ الميلاد .
في تلك المجموعة جاءت الكاتبة بمجموعة من القيم ، والعادات ، والتقاليد التي لا تنفصل عن حيواتنا ، والأجواء الاجتماعية للأسر الشرقية ، بعيدا عن الحكم ، والمواعظ ، والمباشرة ، والأمر والنهي .
بدأت بحكاية مولد آدم ، من لحظة مولده من مرحلة التسميه .. ماذا نسمية ، ويشبه من ؟ نجد أن كل واحد من الأسرة الكبيرة ينسبه إلى نفسه من حيث الشبه ، فهو يشبه الجده ، ويشبه والده ، ويشبه والد الأم .. ذلك الموروث الاجتماعي المتداول عند الأسر العربية من عادات و مفاهیم، و معتقدات ، ما بين حمله وميلاده .. ولكل منهما الأب والأم تفسيره ، وتبريره لاختيار الاسم ما بین آدم ، وغيره حتى يستقر الجميع علی اسم ادم .
وخلال تلك الرحلة تضعنا الكاتبة في الأجواء كأننا نعيش معهم .
والسؤال : هل نحن أمام طفل مثالي منذ النشأة الأولى ؟
فهو طفل هادئ الطباع ، لطيف ، قليل البكاء ، قليل التذمر ، وهكذا من الصفات الحميدة
تأخذنا الكاتبة إلى مناطق مختلفة فى حياة آدم ، وتربيته ،والاعتناء به ، فتلك الإرشادات التي تحدثت عنها لم تأت بشكل مباشرة ، بل من خلال عد الرحلة من النمو فى حياة ذلك الطفل ، فهي تقول لنا فى مشهد وصفى كيفية اختيار ملا بسه ، ألعابه .
وفي إطلالة على حياة ذلك الطفل نمر على مراحل نموه بشكل علمي بدءا من الزحف على الارض ، وسلوكياته وحواسه ، وكيفية تعرفه على العالم فتقول ( فهو الآن يتعرف على العالم بحواسه ص 10 ، 11 ) .
وخلاصة الحكابة انها حكاية اعتبرها ليست للطفل فقط ولكن للأم ، فكما يقول البعض ونقول أن الحكاية لا يقرأها الطفل فقط ولكن يقرأها الأب والأم مع طفلهما
أما فى الحكايه الثانية أدم ينتظر أختا ، لم تتخل الكاتبه عن مشروعها التربوى الذى أقدمت عليه فى مولد آدم فقد وضعت خريطة لتلك العلاقات الطبيعية التى تسود الأسرة منذ النشئة.
في البداية أدم يتمنى ان يكون له أخا أو أختا ، بلعب بها مثل الدميه أو العروسة، ثم يتحون الفهم لديه أن الأخ أو الأخت التي يريدها من خلال تصحيح الام له أن يلعب معها وليس بها
ويشارك أدم الاعداد مع أمه في استقبال اخته من احتياجات المولود الجديد ، ولوازمها ، تمهیدا لاستقبالها ، وهنا تأتي براعة الكاتبة من خلال الام فى سد الفجوة التي يمكن أن تحدث عند استقبال مولود جديد، بأن يغار الابن من اهتمام الأم بالمولود الجديد بوضع آليات لسد هذه الفجوة .
وباستعراض الكتابات الأخرى ، تطوف بنا الكاتبة في العالم المحيط بآدم مثل الفصل ، والجيش ، والملعب ، والأصدقاء .
وفي كل واحدة منها تقدم القيمة والمعنى لتصرف آدم أحادي الفعل ، من خلال بيئة طبيعية في تناول الأشياء ، فكما أوضحنا بيئة صحية ، ومثالية ، وان جاءت الملحوظة عند اعداده للطعام ، واستخدامه بمفرده لادوات اعداد الطعام ، فهو في الفصل يقدم وجبات لاصدقاءه الغير قادر، فعند اعداده للطعام يعمل حساب هؤلاء ، وهذه قيمة ايجابية ، وفي قصة آدم وجوزيف يقدم آدم وأسرته معنى لتقبل الآخر والتعايش المشترك بين الديانات دون الالتفات لها بشكل مباشر ، فتأتي طبيعية ، في مشاركة وجدانية تليق بأسرة آدم ومع السياق العام لها .
ويكتب المبدع الصغير ياسين السيد على صفحته الشخصية عن هذه الحكاية : قصة آدم وجوزيف
في الجزء الاول كان به صفات كريمه وهي اتباع الصلاة وأنه حريص على الصلاة
وفي الجزء الثاني يعلمنا آدم بأن فعل الخير يجب ألا يكون بتفاخر وتكبر، وليس كما في زماننا
الحالي الذي يتم فيه فعل الخير بالمعايرة والتفاخر .
وكان الجزء الثالث. بأن مد يد العون والمساعدة للأصدقاء وأن ادم وامه كانا يساعدان والدة
جوزيف وهذه صفات حميده وطيبة .
آدم في زيارة إلى الجيش إطلالة على الجيش من خلال ترسيخ مفهوم الوطن ، وتعظيم دور الدفاع عنه .
آدم في الملعب تعليمية فلم تعطه مجموعه من المعلومات عن كرة القدم ، وان جاءت بشكل مباشر ، إلا أنها قدمت لنا أهمية الاهتمام بموهبة الطفل وصقلها ,
وفي النهاية لم تقدم حكايات للطفل فقط ، ولكن للطفل والأم .
الاديب والناقد رائد أدب الطفل الاستاذ احمد زحام