روى الأسطورة أن حصار الإغريق لطروادة دام عشر سنوات، فابتدع الإغريق حيلة خبيثة؛ حصانًا خشبيًا ضخمًا أجوف تم بناؤه في ثلاثة أيام. ومُلئ بالمتسللين الإغريق، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ ليس بعيدًا.
وقبل الطرواديون الحصان على أنه عربون صداقة، وقام جاسوس إغريقى، بإقناع الطرواديين بأن الحصان رسالة سلام.
وبالرغم من التحذيرات، سقط الطرواديون في الفخ، فأمر الملك بإدخال الحصان إلى المدينة الحصينة، واحتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وناموا على طريقة المتنبى «أَنامُ مِلءَ جُفونى عَن شَوارِدِها»!!.
وعندما خرج جواسيس الإغريق من الحصان ليلا، كان السكان في حالة خدر من أثر النصر، ففتح المتسللون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد.
يشتم من حديث الإخوانجى «حلمى الجزار» أن حصانًا خشبيًا ضخمًا أجوف، أقصد مرشحا أجوف ستمتطيه الجماعة لينسل الإرهابيون مجددا إلى المشهد المصرى في غمرة الانتخابات الرئاسية (راجعوا حديث حلمى الجزار عن المرشحين المحتملين على قناة أيمن نور).
حاذق الجزار، ظهور ناعم بابتسامة لزجة، يمرر الاسم خفية دون أن ينطق به، الحديث يدور حول مرشح بعينه ألقى بياضه مبكرا بوعد الإفراج عن الإرهابيين تحت مسمى معتقلين، في مخاتلة سياسية مفضوحة.
معلوم الإخوان لن يسموا مرشحهم الآن حتى لا يحترق بنيرانهم، معلوم من يقترب من نار الإخوان يحترق، وقطعيا لن يصرحوا باسمه حتى يوم التصويت، كعادتهم سيوصون الصف الإخوانى بالتصويت سرا للحصان (الأجوف).
لهم في دعم الحصان (الأجوف) مآرب أخرى، وأولها الإفراج عن قيادات الجماعة الإرهابية، وإعادتها إلى المشهد المصرى حتى في شكل «جماعة دعوية»، حديث الجزار المعسول مقصده وصل ما انقطع مع المعارضة الوطنية، وصولًا إلى التطبيع الشعبى مع الجماعة الإرهابية، أقصى آمالهم كسر الحاجز النفسى بين الشعب المصرى والجماعة.
يتحدث الجزار عن مراجعات الجماعة، ويعترف حدثت أخطاء يعتذر عنها، ينسل بنعومة الزواحف، جلده ناعم وعليه كرافته ترد الروح، والسم ينساب من بين أنيابه الصفراء على شدقيه لزجا.
ظهور الجزار مبكرا وقبل فتح باب الترشيح رسالة إلى الإخوان داخليا وخارجيا، بأن اللحظة مواتية للتسلل إلى الشارع المصرى، وتنفيذ خطة حصان طروادة، وركوب ظهر حصان أجوف وعد بالإفراج عن الإرهابيين بوصفهم معتقلين، في خلط واضح بين الإرهابيين ومن يسمونهم في الأدبيات الحقوقية (المعتقلين سياسيا) ويشملهم قرار العفو الرئاسى.
عودة إلى طروادة وحصانها الشهير، كانت الأميرة (كاساندرا) تتنبأ بالمستقبل، وسبق وحذرت من الحصان (الأجوف)، وقبل ولادة الأمير (بارس) تنبأت بأن المولود الجديد سيكون شؤما وسببا في دمار طروادة.
لسنا في حاجة إلى نبوءة مماثلة، فالمرشح (الحصان الأجوف) ظاهر للعيان، واسمه على كل لسان، وسيجلب لنفسه وتياره العار، من يضع يده في أياد ملوثة بالدماء، من يتحالف مع إرهابيين وقتلة، من يتحالف مع جماعة فاشية يضمر فاشية داخلية كارفة على لسانه.. وبيانه.
خلاصته، مصر ليست طروادة، وشعب مصر يقظ لمخطط الإخوان، وعينه في وسط رأسه، ورابض على حدود الوطن ويغنى أغنية الحدود، وآه يا عبدالودود يا رابص على الحدود (بالصاد من التربص بالعدو).