دخل الصراع في السودان عامه الثاني، دون أي بوادر على حل في الأفق. وتشهد البلاد أزمة إنسانية وسياسية مستمرة، حيث يعاني ملايين السودانيين من الجوع والفقر والمرض، فيما تتواصل الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
الأزمة الإنسانية
أدت الاشتباكات المسلحة في السودان إلى نزوح أكثر من مليوني شخص داخل البلاد، ودفعت مئات الآلاف إلى اللجوء إلى دول مجاورة. كما أدت إلى تدمير البنية التحتية في العديد من المناطق، وتوقف الخدمات الأساسية.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 10 ملايين سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وتعرضت العديد من المساعدات الإنسانية للعرقلة من قبل طرفي الصراع.
الأزمة السياسية
يعود الصراع في السودان إلى الإطاحة بحكم عمر البشير في أبريل 2019، بعد احتجاجات شعبية استمرت شهورا. وتشكلت حكومة انتقالية من المدنيين والعسكريين، ولكن سرعان ما تصاعدت الخلافات بين الطرفين، مما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في يناير 2022.
ومنذ ذلك الحين، سيطر الجيش على السلطة، وحل الحكومة الانتقالية، وأعلن حالة الطوارئ. ورفضت الأحزاب السياسية المعارضة الانقلاب العسكري، وطالبت بعودة الحكم المدني.
الاشتباكات المسلحة
تدور الاشتباكات المسلحة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التى تتهم بأنها مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين.
جهود السلام
بذلت جهود عديدة للتوصل إلى حل للصراع في السودان، ولكن دون جدوى. وقد عقدت الأمم المتحدة مؤتمرا دوليا في الخرطوم في يوليو 2023، بهدف جمع الأطراف السودانية على طاولة المفاوضات، ولكن دون نتائج تذكر.
وأعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما العميق بشأن الوضع في السودان، وطالبا بعودة الحكم المدني. كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على قادة الجيش السوداني.
المخاطر المحتملة
استمرار الصراع في السودان قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، وزيادة مخاطر انتشار الإرهاب. كما قد يؤدي إلى انزلاق السودان إلى حرب أهلية كاملة، مما قد يؤثر سلبا على الأمن والاستقرار في المنطقة.