تصاعدت التوترات بين السعودية والإمارات في الأسابيع الأخيرة، وسط خلافات بشأن الحرب في اليمن وملف إيران.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن أحد أهم أسباب الخلاف بين البلدين هو السيطرة على محافظة حضرموت، وهي محافظة يمنية تتمتع بأهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة لكلا البلدين.
وتعد حضرموت موطنا لأبرز العائلات التجارية والمصرفية في السعودية، كما أنها تشترك مع المملكة في حدود طويلة يسهل اختراقها. وتنظر الرياض إلى حضرموت على أنها جزء لا يتجزأ من أمنها القومي.
وبحسب تقارير بلومبيرغ للأنباء، فإن الإمارات تدعم مجموعة من الفصائل المتمردة في حضرموت، وتسعى إلى إنشاء منطقة نفوذ فيها. وتعارض السعودية هذه الخطوة، وترى أنها تشكل تهديدا لأمنها.
وقالت بلومبيرغ إن احتمال قيام دولة تابعة للإمارات في حضرموت لا يلقى قبولا جيدا في المملكة. وذكرت أن السعودية تسعى إلى خفض نفوذ الإمارات في اليمن، وتعزيز نفوذها الخاص في البلاد.
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين السعودية والإمارات، بعد الخلافات الأخيرة بشأن الحرب في اليمن وملف إيران.
وكانت السعودية والإمارات قد دخلتا في تحالف في عام 2015 للتدخل عسكريا في اليمن، للإطاحة بجماعة الحوثي المدعومة من إيران. ولكن في الآونة الأخيرة، ظهرت خلافات بين البلدين بشأن طريقة إدارة الحرب، وإدارة الملفات الاقتصادية والأمنية في اليمن.
وكانت السعودية قد أعربت عن مخاوفها من أن تكون الإمارات تسعى إلى إقامة دولة موالية لها في حضرموت، وهو الأمر الذي قد يهدد مصالح المملكة في المنطقة.
وعلى الجانب الآخر، ترى الإمارات أن لديها مصالح مشروعة في حضرموت، وأنها تسعى إلى استقرار المنطقة، ومنع سيطرة الحوثيين عليها.
وتخشى السعودية من أن يؤدي استمرار التوترات مع الإمارات إلى تفاقم الأزمة في اليمن، وزيادة نفوذ إيران في المنطقة.
المخاطر المحتملة للخلاف السعودي الإماراتي
استمرار الخلاف السعودي الإماراتي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في اليمن، وزيادة الصراع بين البلدين، مما قد يؤثر سلبا على الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أن استمرار الخلاف قد يدفع كل من السعودية والإمارات إلى اللجوء إلى حلول أحادية الجانب، مما قد يزيد من التوترات بين البلدين، ويؤدي إلى مزيد من الانقسامات في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الخلاف قد يضعف التحالف العربي في اليمن، ويجعل من الصعب تحقيق أهداف التحالف في إنهاء الحرب، وإعادة الشرعية للحكومة اليمنية.
الحلول الممكنة
من أجل التوصل إلى حل للخلاف السعودي الإماراتي، تحتاج الدولتان إلى إعادة بناء الثقة بينهما، وإجراء حوار جاد حول القضايا الخلافية.
كما تحتاج الدولتان إلى التعاون فيما بينهما، لتعزيز الاستقرار في اليمن، ومنع سيطرة الحوثيين على البلاد.
ويمكن أن يلعب المجتمع الدولي دورا في تسهيل الحوار بين الدولتين، ومساعدةهما على إيجاد حل للخلاف.