كتب فريد وجدى، زميلنا، ومراسل “الأهرام” الأسبق فى دبى، رؤية بديعة، وحقيقية من تاريخ مصر القديم- الحديث عن أول جاسوس وطنى فى التاريخ (سنوحى)، الذى أرسلته مصر إلى معقل الأعداء (الحيثيين) لمعرفة سر المعدن الجديد الذى اكتشفوه، والذين احتلوا مصر الذى اهتدى حاكمها “حور محب” إلى إرسال “سنوحى” إلى هناك لكى يكون معه فى معركة التخلص من الاستعمار.
لقد اهتدى المصريون القدماء إلى إرسال ابنهم “سنوحى” إلى معقل الأعداء، فسنوحى، الطبيب المصرى المشهور، فى ذلك الوقت، هو صديق القائد المصرى “حور محب” الذى حرر الأرض من الحيثيين، ويعمل معه، وقد هبت على مصر رياح الأعداء، فالحيثيون، وملك عمورية، وعدد آخر من المماليك التابعة لها بدأوا فى التربص بمصر، وقرر الملك “حور محب” أن يحمى بلاده، واهتدى إلى فكرة إرسال جاسوس، وهو صديقه “سنوحى”،
وحسبما كشفت البرديات، فإن سبب اختيار سنوحى هو خبرته فى السفر، وعلمه بأحوال البلدان، بالإضافة إلى كونه طبيبا، ولن يخطر بذهن أحد أنه يعمل فى مجال خارج مجاله، وهو الأمر الذى سيسهل من مهمته، ويوسع انتشاره، وحب الناس، وظل “سنوحى” يعمل سنوات، واكتسب حب المتنفذين، والناس فى الطرفين، وخاطر سنوحى بسمعته، وحياته من أجل وطنه عندما قرر أن يدخل “هاتوشاش” عاصمة الحيثيين ليبدأ مشواره فى علاج المرضى، حتى ذاع صيته ليتقرب من الملك، ويعرف من الأسرار ما يعجز عنه الآخرون، ولا يصل إليه أحد، وأسرار الاقتصاد، وصفقات الأسلحة، وحصل على المعلومات وفق ما تروى البرديات.
لقد كشف فريد وجدى عن أن فى كل عصور مصر هناك “حور محب”، وكذلك “سنوحى” بمناسبة انتصارات أكتوبر، وقد كان السادات “حور محب”، وأشرف مروان هو “سنوحى” المعاصر الذى ظلم من بعض أبناء وطنه، والذى تحاول إسرائيل أن تكسبه، وتضمه إلى أملاكها، أو صفوفها بكل الوسائل الممكنة، والأفلام، والمسلسلات، والإغراءات، وكل أعداء مصر يحاولون إلصاق التهم بـ”سنوحى” المعاصر.
شكرا فريد وجدى، على قصتك الملهمة، وهى القصة التى خلدها الأديب الفنلندى بعنوان”المصرى.. دنيا سنوحى”، وتُرجمت إلى العربية بمقدمة بديعة للأديب طه حسين.