فى فن(اللزوميات)لا يكتفى(الشاعر، الشاعر، الشاعر)بقرض قصائده ملتزما(أمام الإبداع)بأى من(أنغام الشعر العربى)الستة عشر نغما، وإنما فوق ذلك يلتزم(أمام نفسه)بأمورٍ أشد، من ذلك ما قد صار شهيرا عنا فى هذا الشأن من التزامنا بـ(ترتيب ألفبائى)قبل(الروِىّ)، قد مارسنا ذلك فى بائية المغازى المضمومة(المُجرى)مردوفة بالواو وحدها رغم إتاحة التبديل(إبداعا)إلى ياء، وهى(على نغم الوافر):
تتن تتتن/تتن تن تن/تتن تن///تتن تن تن/تتن تتتن/تتن تن
فى ديواننا(أريج البحر)الصادر عن(دار حرف للطباعة والنشر)فى ٢٠١٦ بالقاهرة .
حياةٌ كلُّها سَفَرٌ رَكوبُ/وكلُّ مسافرٍ يومًا يؤوبُ
وللعُذّالِ آمالٌ طِوالٌ/وفى الآهاتِ نيرانٌ شَبوبُ
وتزعُمُ لى بأن هواىَ ولَّى/وتدعونى بلا عقلٍ أتوبُ
ويلهثُ شَعرُها خلفَ الحنايا/وفى الأحداق آمالٌ تثوبُ
وفى الكعبينِ تفاحٌ ونَوْرٌ/يُحَيِّرُ آهتى شوقٌ يجوبُ
وللخلخال صمتٌ ليس يخفَى/ودُمْلُجُ كعبِها لَدْنٌ رَحوبُ
صواحِبُها وللخلخال صوتٌ/تُنَهْنِهُهُنَّ أناتٌ صخوبُ
وخلفَ الرُّكبةِ الشقراءِ لَوزٌ/بقلبىَ منه آهاتٌ نُدوبُ
أقول بأننى قد تُبْتُ عنها/فمالىَ كلَّما ذُكِرَتْ أذوبُ
وللفخذين مقياسٌ مثالٌ/تُخاض لأجل لقياهُ الحروبُ
ويا رِدْفَ الغرامِ تَهيجُ شوقى/ويا عينى سَها طرفى العَزوبُ
ويستهوى حنينىَ فيكِ نبضٌ/وفى شفراتهِ يحلو الرسوبُ
وصُلْبُ الرُّمْح يَزْأَرُ فى عرينٍ/وفى جولاتهِ حربٌ نَشوبُ
ويحلو فى تثنّيها رضاءٌ/وأحلى منه جولاتٌ غَصوبُ
فلا يخدعْكَ فى فرَسٍ صهيلٌ/ولا ترحمْ وإن قالت غَضوبُ
فكم قالت وكم مالت بآهٍ/وتحلو فى تأوِّهِها الخُطوبُ
وفى اللهجاتِ كم يحلو اختلافٌ/(غضوبٌ)فى العراق هى(الغظوبُ)
لعوبٌ يا صهيلَ الخيلِ دومًا/لعوبٌ أنت فى قلبى لَعوبُ
غزالى لا تخافى من زئيرى/زئيرىَ معلنٌ أنى رَغوبُ
وفى التدليلِ تختلطُ الأسامى/أنادى هل يصح يقال(فوبو) ؟
وفى النهدين نبعٌ فيه شَهدٌ/وللآهات فى قلبى ثقوبُ
غرامىَ فيه تيارٌ غزيرٌ/يزخُّ بمائهِ نبْعٌ سكوبُ
وللخبرات كشفٌ ليس يخفَى/خيالُكَ عندها ثَرٌّ خلوبُ
أتجهلُ خبرتى فى الكونِ غِيدٌ/مَباركُها نناديها(يا مُوبُ)
وتنويع الخيول يصير حتما/شَمالٌ بَعدَهُ يحلو الجنوبُ
ولا تبخل على الغزلان يوما/فمعطاءٌ وممناحٌ وَهوبُ
تخالُ مليحتى صمتى ذهابا/أوُوبٌ دائما إنى أَوُوبُ
ولا لن يستريحَ عَرينُ رُمْحى/فمن طبْعِ الهِزَبْرِ له نيوبُ