١
تحطيم صورة مرتضى منصور التي كانت موضوعة داخل اللوحة التذكارية لـ«رؤساء نادي الزمالك»، عقب غلق باب الترشح في انتخابات النادي الجارية الآن.. يعني بلغة السياسة .. أنهم فعلوا ذلك بعدما تأكدوا أن مرتضى منصور لن يترشح مجدداً، تأكدوا أن مرتضى منصور انتهى.. وهو ما قد يفسر تمسك الكثيرين في العالم العربي بالسلطة حتى النهاية، لأنهم ببساطة لا يريدون مشاهدة ردود أفعال مماثلة ضدهم إذا خرجوا من السلطة بشكل طبيعي..! وبوضوح .. ما حدث مع صورة مرتضى منصور .. اتفقت معه أو اختلفت .. أسلوب جبناء .. جبناء لأنهم يهاجمون الفريسة بعد التأكد من أنها قد ذبحت، تلك الفريسة التي كانوا يسبحون بحمدها منذ أيام قليلة، في مشهد أقرب لإسقاط تمثال صدام حسين في بغداد عقب الغزو الأمريكي للعراق في 2003 .. نعم ذات الأمر يتكرر في نادي الزمالك بعد عشرين عاما، في 2023 .. والحقيقة أن هذا يحدث مع كل فاسد أو ظالم أو ديكتاتور على مدار التاريخ.. لكن لا أحد يتعظ، ولا أحد يتعلم الدرس.
٢
مرتضى منصور تم عزله من منصبه كرئيس لنادي الزمالك منذ أكثر من شهرين، ولم يعد له وجود في النادي منذ 4 أسابيع، بعد استقالة مجلس الزمالك بالكامل وتعيين إدارة مؤقته للنادي.. ورغم ذلك لم يقترب أحد طوال تلك الفترة من صورته داخل النادي لوجود احتمالات – ولو ضعيفة – أنه يعود مرة ثانية لرئاسة النادي في الانتخابات الجارية، لكن بعدما تأكدوا من إغلاق باب الترشح دون أن يقدم مرتضى منصور أوراقه، فعلوا ما فعلوا.. ويبقى السؤال: في ماذا يفكر مرتضى منصور الآن نحو هؤلاء .. هل يقارن بين طريقة تعاملهم معه عندما كان رئيساً للنادي، وما يفعلوه الآن؟!.
٣
خلال رئاسة مرتضى منصور للزمالك، ارتكب العديد من السقطات، وارتكب الكثير من الأخطاء، ووقائع الفساد، وأساء للكثيرين خارج النادي وداخله، بل تجاوز في حق الزمالك ورموزه، وطعن في سمعتهم وتاريخهم.. وطوال تلك السنوات لم يقترب منه أحد داخل الزمالك سواء من أعضاء النادي الحاليين أو رموزه الأحياء، بل الكثير من نجوم الزمالك، وإعلاميي الزمالك، وأعضاء الزمالك كانوا «شغالين نفاق وتطبيل» لـ«مرتضى وأولاده»، والآن فور التأكد أنه «لن يعود» للنادي «حطموا صورته» .. وهو أمر مرعب لكل شخص يمتلك سلطة.. جرس إنذار لكل شخص في موقع المسئولية.. الخلاصة: «وأنت في السلطة وصاحب نفوذ، الناس قد تتقبل كل ما يصدر منك، حتى لو أسأت لهم وارتكبت ما ارتكبت من أخطاء في حقهم، وتجاوزت ما تجاوزت في مهام عملك، وفور سقوطك الكل ينقلب ضدك لدرجة تحطيم صورتك ومسحك من المشهد».. اتعظوا.
٤
قبل عام عندما انتقدت فساد وتجاوزات مرتضى منصور حذرني البعض من أنه: «واصل وعنده نفوذ ومؤذي»، .. لم يرهبني الأمر لأني كنت أدافع عما أراه حق .. اليوم عندما شاهدت تحطيم صورته من جانب أعضاء النادي .. أدركت أنه ليس كل مؤيدي وأنصار صاحب السلطة مخلصين ومحبين، بل الكثيرين منهم يبحثون فقط عن مصلحتهم من هذا الشخص.. وعند سقوطه ينقلبون ضده لدرجة تحطيم صورته.. دون اعتبار لقيم، ودون التزام بشرف الخصومة.. ودون مراعاة لـ«عيش وملح».. وبالطبع سوف ينقلون العطاء لـ«الرئيس الجديد».
٥
مؤكد أن مرتضى منصور، وهو يفعل كل ما كان يفعله من أخطاء وجرائم وفساد مالي وإداري داخل نادي الزمالك لم يكن يتصور أن الأمور تصل في يوم من الأيام إلى درجة تحطيم صورته الموجودة في اللوحة التذكارية للنادي، بل نحن نؤكد هنا أن الأمر ربما يمتد إلى تقديم بلاغات ضده بسبب وقائع الفساد والمخالفات التي ارتكبت وقت رئاسته للنادي، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات حبسه، هو وآخرين!!.
٦
«عاش الملك مات الملك».. شعار يطبقه الكثيرون في السياسة والرياضة والثقافة والصحافة والفن ومختلف المجالات.. للأسف يا عزيزي ..أكثر الناس عبيد للمصلحة.. فلا تصدق منافق، ولا يوهمك طبال، ولا تركن على أصحاب المصالح فهؤلاء يغيرون ولاءهم كما يغيرون ملابسهم.