التاريخ كلمة حق أبدية، لا تغضب إلا الفاسدين والجهلاء وأصحاب الغرض والهوى.
صباح الخير على أهل مصر. صباح الخير والآمان والفل والورد والطعام المتوفر والقدرة على الإنفاق على متطلبات الحياة.
أدعوكم إلى السلام والمحبة والإختلاف الجميل والتنوع الذي يصنع الثراء. دعوة للمحبة بين أهل الوطن.
نحن نحتاج الديمقراطية الآن وبشدة ودون تسويف. فقد استحكمت العقدة وتعاظمت الديون وغاب الإعلام الرشيد وبطشت آلة الأمن في إفراط. والرئيس يعد ولا يفي وقد تراجع عن كلماته الأولى التي تحدثت عن إثراء الشعب. وأصبح الشعب هو المحلوب لا المحبوب.
انتهى من العالم كله عهد “الزعامة العصامية” وأصبح رئيس الدولة هو المدير الجيد لشئونها. إلا في مصر ما زلنا نصنع المؤسسات الهلامية والبرلمان الهلامي والشومة الأمنية والبطش في حفظ النظام ودهس المواطن من أجل أن يستمر أصحاب السلطة في مقاعدهم.
مازلنا لا نستطيع أن نحاسب الحاكم عن الأخطاء. وقد أفلت من الحساب حكام الماضي واستغل “مهارة الإفلات من الحساب” حكام الحاضر. ولو كنا حاسبنا مثلا الرئيس “عبد الناصر” على خطأ واحد، ما كرر نفس الأخطاء أنور السادات، ومن بعده مبارك ومن بعد مبارك السيسي.
فيما أبحث وأقدم من نتائج بحث، أنا لا أنحاز لأحد إلا بما صنع من الجيد من الفعل من أجل الوطن والمواطن. وأيضاً أنا لا أكره أحداً من الحكام لأي سبب. مثلاً: أنا لا أكره “عبد الناصر” لسبب شخصي ولكنه نتاج كره ما صنع من أخطاء كان من الممكن عدم الوقوع فيها.
ما نعيشه اليوم هو نتاج ما صنعته ديكتاتورية عبد الناصر. ولهذا لابد من محاكمة عهد عبد الناصر محاكمة تاريخية، لكي لا يشعر الضمير المصري بالتأثيم لقبوله خداع آلة الدعاية في العهود الديكتاتورية كلها.
تتكرر الكوارث في مصر لأننا لا نتدارس تاريخنا ولا نعى دروسه ونتكتم على مخازي الحكام وكأنها أمر يخصهم وحدهم. ولهذا لا نتقدم في مستويات الوعي. ولو كنا سلكنا طريق غير ما تكررت النكسات والهزائم والإنكسارات.
لو فضحت الديكتاتورية بجد ما تجرأ ديكتاتور على استعباد الشعب.
الشعب في مصر مازال يحتاج وبشدة إلى الغذاء والعلاج والتعليم والأمن وفرصة العمل والقضاء النزيه. والقدر الأكبر من هذه الأساسيات الضرورية للحياة غير متوفر. وكذلك غير متوافر الكفاية من الحرية والعدل. ولن يؤتي بهذه الأساسيات المفتقدة إلا بالديمقراطية والديمقراطية وحدها.
فصلوا يا جموع المصريين من أجل الديمقراطية، ولو بأدنى قدر منها.