كان مؤيداً لـ«مبارك» وداعماً لكل ما يفعله الحزب الوطني ورجاله، وبعد يناير 2011 تحول إلى ثورجي رافعاً شعار: «يسقط حكم العسكر» .. ثم بعد وصول «محمد مرسي» وجماعة الإخوان للحكم أصبح داعماً بشدة لجماعة الإخوان المسلمين ومن أكثر أنصارها حماساً ومؤيد لكل قراراتها، وبعد 30 يونيه 2013 وما تلاها أصبح يؤيد «السيسي» بكل قوة ويهتف من أعماقه لـ«الانجازات التي تعيشها البلاد».
هذه النوعية موجودة بكثرة في المشهد المصري .. هؤلاء مع اللي راكب .. مؤيد للي قاعد على الكرسي أيا كان اسمه.. أيا كانت قراراته أو أخطاءه.. المهم مصالحه تمشي .. وهؤلاء في نفس الوقت مستعدون يغيروا وجهتهم من التأييد للرفض أو من الرفض للتأييد في لحظات .. تحت شعار: «اللي يتجوز امي أقوله يا عمي»…
الغريب أن كل الأنظمة بداية من نظام مبارك ثم الإخوان وصولاً لنظام السيسي تستخدم هؤلاء رغم إدراكها أنهم افاقين وبتوع مصلحتهم، الأنظمة على اختلافها تتعاون معهم وتمنحهم المواقع والمناصب والأموال، واتفقت على أن مثل هؤلاء وجودهم حيوي للدعاية للأنظمة والدفاع عنها، خاصة أن هؤلاء ثمنهم معروف ويمكن دفعه بسهولة، بخلاف أولئك اللذين تحكمهم المبادئ والقيم حيث يتم تصنيفهم على أنهم: «مُتعبين ومزعجين» .. ولسان حال الأنظمة: «أحنا عايزين اللي يهيصوا ويرقصوا في الزفة مهما كانوا ملوثين.. مش اللي يقولنا ينفع ومينفعش …يصح وميصحش».. نحن نبحث عن خدم وليس شركاء.
مثل هؤلاء يؤيدون الرئيس السيسي بشدة طالما مازال على كرسي الحكم، أما لو تركه لحظة فهؤلاء سوف ينقلون العطاء إلى الرئيس الجديد ثم الجديد وهكذا، رافعين شعار: «عاش الملك .. مات الملك .. إحنا خدامين المصلحة .. ولا عزاء للوطن».