بقلم القس الدكتور بطرس فلتاؤوس:
في ظل التحولات السياسية المتسارعة على الساحة الدولية، تتجلى الحاجة الماسة إلى الحكمة والتوازن في التعامل مع القضايا الإنسانية الكبرى، وخاصة تلك المتعلقة بحقوق الشعوب في العيش بسلام وكرامة. ومن بين هذه القضايا، تبرز القضية الفلسطينية، التي لطالما كانت محور اهتمام الشعب المصري والحكومة المصرية، وفي هذا الإطار تأتي تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، حيث دعا إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن. في مواجهة هذا الطرح، أظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقفًا ثابتًا وقويًا، مؤكدًا أن “ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مما يعكس موقف مصر الراسخ والمستمر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولة للتخلي عن هذه الحقوق.
إن هذا الموقف من الرئيس السيسي لا يقتصر على كونه ردًا دبلوماسيًا، بل هو تعبير صادق عن الإرادة المصرية في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ويعكس التزام مصر الدائم بالقضية الفلسطينية. فعلى مدار عقود، كانت مصر دومًا في طليعة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، ويسعى شعبها وقيادتها إلى تحقيق العدالة والسلام في المنطقة، بعيدًا عن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تحويلها إلى قضية تجارية أو سياسية. مصر لن تكون أبدًا جزءًا من الظلم، بل هي دومًا داعمة للعدالة والسلام، وملتزمة بالقيم الإنسانية النبيلة التي تسعى لإرساء السلام في المنطقة.
إن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال جزءًا أساسيًا من هوية مصر الوطنية والقومية. ومن هنا تأتي أهمية موقف الرئيس السيسي، الذي يعكس الثوابت المصرية التي ترفض المساومة على حقوق الفلسطينيين. وهذا الموقف لا يقتصر فقط على البعد الدبلوماسي، بل يمتد ليشكل عنصرًا محوريًا في السياسة المصرية الخارجية، إذ تظل مصر دائمًا مركزًا رئيسيًا في الدفاع عن الحقوق الإنسانية في المنطقة والعالم. ويشهد التاريخ العربي على أن مصر كانت وستظل الحامي الأول لفلسطين، وأن دعمها المستمر للقضية الفلسطينية هو أحد أهم ركائز سياستها الإقليمية والدولية.
في هذا الوقت الحساس، تأتي الحاجة إلى توحيد الصفوف خلف القيادة المصرية، وتأكيد دعمنا الكامل لمواقف الرئيس السيسي في مواجهة هذه التحديات. إن توحيد الصف الوطني هو القوة الحقيقية التي تقف خلف مصر في مواجهة أي تهديدات، وهو الوقت الذي يجب أن نؤكد فيه على التزامنا الكامل بمواقفنا الثابتة تجاه القضايا الإنسانية. ويجب أن نكون جميعًا على قلب رجل واحد في دعم مواقف القيادة السياسية، وعدم السماح بأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تحويلها إلى قضية خلافية بين الشعوب.
تحت قيادة الرئيس السيسي، استطاعت مصر أن تعيد تأكيد مكانتها الريادية على الساحة الدولية، فمواقفنا الثابتة في الدفاع عن القضايا الإنسانية والعربية جعلت مصر نموذجًا يحتذى به للكثير من الشعوب التي تسعى لتحقيق العدالة والحرية. إن هذه المواقف تبرز مصر كقوة إقليمية محورية في عالم يتسم بتحديات كبيرة، حيث تظل دائمًا المدافع الأول عن حقوق الشعوب في الشرق الأوسط والعالم.
وفي هذا الظرف الراهن، يتعين علينا جميعًا أن نلتف حول قيادتنا، وأن نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والاجتماعية بين جميع أبناء الوطن. علينا أن نكون جزءًا من عملية البناء المستمر التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والعدالة في المنطقة، وأن نعمل بروح من التعاون والتكاتف لدعم جهود الرئيس السيسي في تحقيق الأهداف السامية التي يسعى إليها من أجل فلسطين ومن أجل الشعب المصري بأسره.
إن المواقف الثابتة التي نتبناها في هذا الوقت هي مصدر فخر لنا جميعًا، فمصر التي لطالما كانت في طليعة المدافعين عن القضايا الإنسانية ستظل دائمًا منارة للعدالة والحرية. اليوم، دعونا نواصل دعمنا الكامل لمواقف الرئيس السيسي، وأن نعمل جميعًا يداً واحدة من أجل بناء مستقبل أفضل لشعبنا وأمتنا. مواقفنا اليوم ستكون هي الأساس الذي نبني عليه غدًا مشرقًا لأجيالنا القادمة، وستظل هذه الثوابت هي الحجر الذي نرتكز عليه في سعينا لتحقيق العدالة لشعب فلسطين وكافة الشعوب في العالم.