تشهد نقابة الصحفيين استعدادات غير مسبوقة لانتخابات نقابة الصحفيين، حيث تعد هذه الجولة التحضرية واحدة من أقوى جولات المنافسة، حيث يتنافس ثلاثة من أبرز رموز المهنة للفوز بالتأييد الدولة في الترشح على منصب النقيب، وهم: ضياء رشوان، عبد المحسن سلامة، وخالد ميري، في معركة تحضيرية لانتخابات تبدو متكافئة، نظرًا لما يتمتع به كل مرشح من تاريخ مهني حافل وتأثير واسع في الوسط الصحفي.
ضياء رشوان.. المثقف وصاحب الخبرات النقابية والسياسية
يعد ضياء رشوان واحدًا من الأسماء الثقيلة في المشهد الصحفي والنقابي، حيث يتمتع بخبرة واسعة تمتد لسنوات في إدارة العمل الصحفي والنقابي، فضلاً عن خلفيته البحثية والأكاديمية التي تجعله واحدًا من أبرز المثقفين في مصر. شغل منصب نقيب الصحفيين لدورات سابقة، كما أنه يشغل حاليًا منصب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ما يمنحه رؤية متكاملة لمستقبل الصحافة في ظل التحولات التكنولوجية والتحديات التي تواجه المهنة.
ويحظى رشوان بدعم قطاعات واسعة داخل الجماعة الصحفية، خصوصًا من الأوساط التي ترى أن النقابة بحاجة إلى شخصية ذات علاقات قوية مع مؤسسات الدولة، لضمان تحقيق مكاسب للصحفيين والحفاظ على حقوقهم المهنية. كما أن دوائر إعلامية تضغط عليه لدخول السباق بقوة، نظرًا لخبرته الواسعة في إدارة الملفات الشائكة، ورؤيته المتزنة التي تجمع بين الدفاع عن حقوق الصحفيين وبين إدراك طبيعة التحديات التي تواجه الإعلام المصري.
عبد المحسن سلامة.. الشهم والقريب من الجماعة الصحفية
يتميز عبد المحسن سلامة بشخصية تجمع بين الحسم والمرونة، وهو ما جعله يحظى بشعبية واسعة داخل أوساط الصحفيين. شغل سابقًا منصب نقيب الصحفيين، ورئيس مجلس إدارة الأهرام ، وترك بصمة واضحة في تاريخه النقابي، حيث نجح في تحقيق العديد من المكتسبات لأعضاء النقابة، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والخدمات المقدمة للصحفيين.
يُعرف عنه قربه الكبير من الصحفيين وتواصله المستمر معهم، فهو دائم الحضور داخل أروقة النقابة، ويحرص على الاستماع إلى مشاكل الأعضاء والعمل على حلها. وقد دفعت هذه الميزة بعض الجهات إلى تقديم تزكية قوية له، باعتباره المرشح الذي يستطيع تحقيق توازن بين متطلبات الجماعة الصحفية وبين العمل على تطوير النقابة من الداخل، بما يضمن تحسين أوضاع الصحفيين اقتصاديًا ومهنيًا.
خالد ميري.. الراقي وصاحب الرؤية التطويرية
أما خالد ميري، فهو اسم بارز في المشهد الصحفي، حيث كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة الأخبار سابقاً ، ويُعرف بأسلوبه الهادئ والراقي في إدارة الأزمات. يتمتع برؤية تطويرية واضحة تهدف إلى النهوض بالمهنة والنقابة، ويؤمن بأن الصحافة المصرية تحتاج إلى تحديث شامل لمواكبة التحولات الرقمية والتغيرات الحاصلة في بيئة الإعلام العالمية.
يحظى ميري بتأييد قطاع من الصحفيين الذين يرون فيه نموذجًا للنقيب الذي يستطيع إحداث نقلة نوعية في عمل النقابة، مع الحفاظ على توازن العلاقة بين الدولة والجماعة الصحفية. ويُعرف عنه أيضًا قدرته على بناء جسور مع جميع الأطراف، وهو ما يجعله مرشحًا قويًا في هذه المنافسة.
من يحسم السباق؟
حتى الآن، تبدو الانتخابات مفتوحة على جميع الاحتمالات، حيث يحظى كل مرشح بقاعدة داعمة داخل النقابة. وبينما تحاول بعض الدوائر الحكومية الضغط على ضياء رشوان للترشح بقوة، فيما تدفع جهات أخرى بـ عبد المحسن سلامة نظرًا لقربه الكبير من الصحفيين وحضوره الدائم في النقابة، ولا غضاضه لدي الجهات السابقة من ترشيح خالد ميري كمرشح توافقي يتمتع بدعم قطاع واسع من الصحفيين.
ومع اقتراب موعد ترشيح شخص لخوض الانتخابات كنقيب، ستتحدد ملامح المنافسة بشكل أوضح، حيث ستلعب التحالفات داخل الجماعة الصحفية، والتوجهات العامة داخل الدولة، دورًا محوريًا في تحديد هوية النقيب القادم. فهل يكون الرهان على الخبرة السياسية والقدرة على التواصل مع الدولة؟ أم على القرب من الصحفيين والعمل اليومي داخل النقابة؟ أم على الرؤية التطويرية التي تحمل أفقًا جديدًا للمهنة؟ الإجابة ستتضح قريبًا.