في ظل التحديات الجسام التي تواجه المنطقة العربية، وفي وقت تتسارع فيه الأحداث التي قد تؤثر على استقرار الدول والشعوب، تأتي مواقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دائمًا لتؤكد على روح الوطنية المصرية العريقة، تلك الروح التي تجسدت مرة أخرى في بيانها الأخير برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، والذي جاء دعمًا واضحًا وصريحًا لموقف الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن رفض حج حج تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
إن هذا البيان، الذي يتجاوز مجرد الكلمات، يعكس إدراك الكنيسة العميق لحساسية الأوضاع الراهنة، كما أنه يعبر عن موقف وطني ثابت، لا يتغير بتغير الظروف، وهو ما يعزز من الدور الكبير الذي تقوم به الكنيسة القبطية في الحفاظ على ثوابت الوطن والوقوف جنبًا إلى جنب مع الدولة المصرية في كل ما يحفظ استقرارها وأمنها القومي.
البابا تواضروس الثاني.. قائد روحي وحكيم وطني
حينما نتحدث عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإننا نتحدث عن مؤسسة وطنية أصيلة، وحينما نذكر مواقفها، فإننا لا بد أن نشيد بقيادتها الحكيمة، المتمثلة في قداسة البابا تواضروس الثاني، ذلك الرجل الذي لم يكن فقط بطريركًا للكنيسة، بل أصبح رمزًا وطنيًا وقائدًا حكيمًا، يعرف جيدًا كيف يدافع عن القيم الوطنية، ويعزز من وحدة الصف المصري، ويرسخ مبادئ الانتماء في نفوس الأقباط والمصريين جميعًا.
منذ توليه قيادة الكنيسة، حرص البابا تواضروس على أن تكون الكنيسة جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني، فدائمًا ما كانت مواقفه داعمة للدولة المصرية في الأوقات الصعبة، وكان صوته واضحًا في كل محفل داخلي أو خارجي، ينادي بوحدة الصف المصري، ويدافع عن حقوق الوطن، ويدعو إلى السلم والاستقرار. وما موقفه الأخير بشأن رفض تهجير الفلسطينيين إلا امتداد لتلك المواقف الوطنية النبيلة، التي تؤكد أن البابا تواضروس رجل دولة من الطراز الرفيع، لا يقل دوره عن أي زعيم وطني يدافع عن مصالح بلاده في أصعب الظروف.
رفض قاطع للتهجير.. ودفاع عن الأمن القومي المصري
لقد جاء بيان الكنيسة ليؤكد بوضوح أن رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم ليس مجرد موقف سياسي، بل هو موقف مبدئي وإنساني وأخلاقي، فالشعب الفلسطيني له حق تاريخي في أرضه، ومن غير المقبول أن يتم اقتلاعه منها بأي شكل من الأشكال. كما أن تهجير الفلسطينيين يمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن القومي المصري، وهو ما شدد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حين أكد أن مصر لن تسمح أبدًا بأن تكون جزءًا من أي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أو زعزعة استقرار المنطقة.
وقد جاء تأكيد الكنيسة على هذا الموقف ليعكس مدى انسجامها مع رؤية الدولة المصرية، وحرصها على الحفاظ على ثوابت الأمن القومي، وهو ما يعكس وعيًا عميقًا وإدراكًا بالغًا لحجم المخاطر التي تواجهها المنطقة في هذه المرحلة الحساسة. فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم تكن يومًا بمعزل عن قضايا الوطن، بل كانت وستظل دائمًا في قلب الأحداث، تدافع عن حقوق مصر، وتؤكد على وحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات.
الكنيسة.. دعامة رئيسية للوحدة الوطنية
لا يمكن الحديث عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية دون الإشارة إلى دورها التاريخي في تعزيز الوحدة الوطنية، فهي لم تكن يومًا مؤسسة دينية فقط، بل كانت على الدوام أحد الأعمدة الأساسية للدولة المصرية، وحصنًا منيعًا ضد أي محاولات لإثارة الفتنة أو زعزعة الاستقرار الداخلي.
وقد أثبتت الكنيسة، في مواقف عديدة، أنها ليست مجرد مؤسسة كنسية، بل هي مؤسسة وطنية تنبض بحب مصر، وتقف سدًا منيعًا أمام أي محاولات للمساس بها. فقد حرصت الكنيسة القبطية، بقيادة البابا تواضروس، على أن يكون خطابها دائمًا خطابًا وحدويًا، يدعو إلى التآخي بين المسلمين والمسيحيين، ويؤكد على أن مصر بلد للجميع، وأن أبناءها متساوون في الحقوق والواجبات، وأن قوتها تكمن في وحدتها، تلك الوحدة التي أبهرت العالم عبر التاريخ، وجعلت من مصر نموذجًا فريدًا في التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد.
دعوة للسلام العادل ورسالة للمجتمع الدولي
لم يقتصر بيان الكنيسة على التأكيد على موقفها الوطني فحسب، بل حمل أيضًا رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، تدعو كافة القوى الفاعلة إقليميًا ودوليًا إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق السلام العادل الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية، ويضع حدًا للصراعات التي تعاني منها المنطقة منذ عقود.
إن الكنيسة، حين تطلق هذه الدعوة، فإنها تعبر عن رؤية متكاملة تدرك أن السلام الحقيقي هو الضامن الوحيد لاستقرار الشعوب، وأن الحل لا يكمن في تصدير الأزمات إلى دول أخرى، بل في إيجاد حلول جذرية وعادلة تضمن لكل شعب حقه في أرضه ووطنه.
الكنيسة القبطية.. نموذج للوطنية الحقيقية
إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بمواقفها الراسخة، تثبت يومًا بعد يوم أنها ليست فقط مؤسسة دينية، بل هي مؤسسة وطنية بامتياز، تقف جنبًا إلى جنب مع الدولة المصرية، وتدافع عن قضايا الوطن بكل ما أوتيت من قوة.
وما موقفها الأخير إلا دليل جديد على أنها شريك حقيقي في مسيرة بناء مصر الحديثة، وأنها لن تتوانى يومًا عن دعم كل ما يحفظ استقرار الوطن ويعزز من وحدته. فالكنيسة القبطية ليست كيانًا منفصلًا عن الدولة، بل هي جزء لا يتجزأ من نسيجها الوطني، ويقودها بابا حكيم، أثبت في كل موقف أنه زعيم وطني من الطراز الأول، يحمل هموم الوطن في قلبه، ويضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار.
مصر قوية بوحدتها وبتكاتف مؤسساتها الوطنية
إن مصر، بقيادتها الرشيدة، وبشعبها العظيم، وبمؤسساتها الوطنية، وعلى رأسها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ستظل دائمًا حصنًا منيعًا في وجه التحديات، وستظل مواقفها الوطنية الصلبة نموذجًا يُحتذى به في التكاتف والوحدة.
واليوم، ونحن نشهد هذا البيان التاريخي، ندرك أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كانت وستظل دائمًا صوتًا وطنيًا أصيلًا، يعبر عن ضمير مصر، ويدافع عن حقوقها، ويقف سدًا منيعًا أمام أي محاولة للمساس بأمنها واستقرارها. فهنيئًا لمصر بهذه الكنيسة الوطنية، وبهذا البابا الحكيم، وبهذا الشعب العظيم، الذي يثبت للعالم أجمع أن مصر عصية على كل التحديات، وقوية بوحدتها، وماضية بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا.
