هناك منهجان في التعامل مع حقيقة الاختلاف والتفاوت بين البشر، وهي من الحقائق الأنثروبيولوجية التي تمت ملاحظتها ملاحظة منهجية وعلمية..
المنهج هو منهج تصدير الاختلاف وإدعاء أن هناك بشر أفضل من بشر وهو المنهج الذي اعتمدته كل نظريات الاستعمار والتوسع عبر التاريخ، فدائما ما يزعم المستعمر بأنه يحمل رسالة للشعوب المستعمرة ، وبهذا الزعم ترتكب أبشع حروب الإبادة سواء البشرية أو الثقافية، رأينا هذا في عشرات التجارب عبر التاريخ.
هناك منهج آخر تطور مع تطور البشرية ورقيها وهو منهج السعي لبناء أرضية مشتركة وهو المنهج الذي صيغت على أساسه فكرة الأمم المتحدة بعد حربين عالميتين مدمرتين.. هناك اجتهادات كي يرتقي التطبيق إلى مستوى الفكرة والمنهج..
لا يعني ظهور منهج التقارب والحوار انتفاء المنهج الأقدم المحرك للنزوع الإمبراطوري التوسعي لكن يعني أن البشر أصبح في مقدورهم الاختيار بين المنهجين.
خبرتي المباشرة تنبئني دائما بأفضلية منهج التقارب وبناء الأرضية المشتركة وهو ما يحدث على أرض الواقع لو تأملنا مسار تاريخ الجماعات والأمم والشعوب بدقة..