تشهد انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة، حيث يتنافس ثلاثة من أبرز الأسماء في الوسط الصحفي، وسط اهتمام واسع من الصحفيين ومتابعي المشهد الإعلامي. ومع اقتراب موعد الاقتراع، تتجه الأنظار إلى كيفية إدارة الدولة لدعمها في هذا السباق، في ظل توازن دقيق بين المرشحين الثلاثة، مما يعزز فرص المنافسة الحرة ويمنح الصحفيين فرصة لاختيار من يرونه الأقدر على قيادة النقابة في المرحلة القادمة.
المشهد الانتخابي.. ثلاثي قوي في السباق
- ضياء رشوان.. رصيد كبير وخبرة ممتدة
يعد ضياء رشوان أحد أكثر الأسماء رسوخًا في العمل النقابي والإعلامي، حيث شغل منصب نقيب الصحفيين لعدة دورات، وهو حاليًا رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ورئيس الحوار الوطني. يتمتع رشوان بتأثير واسع داخل الأوساط الصحفية والسياسية، ويُعرف بقدرته على تحقيق توازن بين حقوق الصحفيين ومتطلبات العمل الإعلامي الرسمي.
خلال فترات توليه منصب النقيب، تمكن رشوان من تحقيق مكاسب ملموسة للصحفيين، أبرزها زيادات غير مسبوقة في البدل الصحفي، والمساهمة في إنهاء أزمات عديدة، فضلًا عن جهوده في الإفراج عن عدد من الصحفيين المحبوسين في قضايا رأي. ورغم ما يتمتع به من قبول واسع، أعلن رشوان عزوفه عن الترشح هذه الدورة، مفضلًا التركيز على مهامه في الحوار الوطني، لكن الأوساط الصحفية لا تزال تترقب ما إذا كان هناك إمكانية لتغيّر موقفه في اللحظات الأخيرة.
- عبد المحسن سلامة.. قائد إداري وعلاقات مؤثرة
يمثل عبد المحسن سلامة خيارًا قويًا في هذه الانتخابات، إذ يتمتع بتاريخ مهني وإداري بارز، حيث شغل منصب نقيب الصحفيين الأسبق، وكان رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، ويشغل حاليًا منصب نائب رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
يعرف سلامة بقدرته على إدارة المؤسسات الصحفية الكبرى، كما يتميز بشبكة علاقات قوية داخل الدولة، مما يجعله مرشحًا قادرًا على تحقيق استقرار للنقابة، وتقديم حلول عملية لمشكلات الصحفيين دون مواجهات حادة مع الجهات الرسمية. ويمثل ترشحه فرصة لتحقيق استمرارية في دعم حقوق الصحفيين، مع الحفاظ على نهج متوازن يسعى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الممكنة للمهنة.
- خالد ميري.. وجه متجدد بخبرة قوية
يخوض خالد ميري، رئيس تحرير جريدة الأخبار، السباق بصفته أحد أبناء العمل النقابي الذين عايشوا مشكلات الصحفيين عن قرب. يتمتع ميري بعلاقات قوية مع الصحفيين، خاصة الشباب، مما يجعله خيارًا قادرًا على تحقيق تواصل فعال مع مختلف الأجيال داخل النقابة.
يحظى ميري بدعم قطاعات واسعة داخل المؤسسات الصحفية القومية، ويرى البعض أنه قد يمثل توجهًا نحو رؤية أكثر تطورًا لقيادة النقابة، خاصة في ظل المتغيرات السريعة في مجال الإعلام والصحافة. ويُنظر إليه باعتباره مرشحًا قادرًا على تحقيق توازن بين حقوق الصحفيين ومواكبة التطورات التكنولوجية في الإعلام الحديث.
الدعم الحكومي.. حياد إيجابي أم دعم متوازن؟
رغم الاهتمام الكبير بهذه الانتخابات، لم يظهر حتى الآن دعم حكومي واضح لمرشح معين، ما يعزز فرص المنافسة العادلة بين المرشحين. وفي الوقت ذاته، يشير البعض إلى أن هناك توجهاً لدعم مرشح قادر على تحقيق استقرار النقابة، مع ضمان تحقيق مزيد من المكاسب للصحفيين.
تبقى المنافسة مفتوحة على جميع الاحتمالات، حيث يراهن كل مرشح على نقاط قوته وخبراته السابقة، بينما يظل الاختيار النهائي بيد الصحفيين، الذين يتطلعون إلى نقابة قادرة على مواجهة التحديات الحالية وضمان مستقبل أفضل للمهنة.