استضافت جامعة القاهرة الكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور، في ختام فعاليات النسخة الأولى من معسكر القيادة الفعالة بعنوان “تطوير الوعي الوطني”، والذي يقام تحت رعاية الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة، في إطار مشروع جامعة القاهرة الفكري الهادف إلى تطوير الوعي الوطني كجزء من تطوير العقل المصري وبناء مجتمع جديد قائم على التفكير العلمي.
وقال الكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور، إن مصر دولة مميزة على مدار التاريخ، وهو ما يجعلها دائمًا مستهدفة ومطمعا للاحتلال، والذي تغير شكله واختلف، وتم استبدال العقل والفكر بالسلاح والمدافع، وهو ما يستلزم امتلاك وسائل ووسائل حماية العقل المصري عامة والشباب الذين يمثلون المستقبل خاصة.
وأوضح أيوب، أن الندوات التي تنظمها جامعة القاهرة تهدف إلى دعم قدرة طلابها على إدراك أن المعلومات والأخبار التي يتم بثها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون في كثير من الأحيان مغلوطة وغير صحيحة، وهو ما يستلزم التحقق منها وامتلاك الوعي والإدراك والقدرة على التأكد من كل كلمة وتحليلها وفهمها، وإعمال العقل والتمييز بين الصحيح والخطأ، والبحث عن صحة وصدق أي معلومة يتم بثها أو الحصول عليها.
وأكد أيوب، أن الدولة الوطنية هي الأساس في حماية شعبها ويندمج كل المنتمين إليها في هوية واحدة، وهي الدولة التي يمتلك جميع أبنائها حق التواجد فيها دون تمييز، وهي الحامية للأوطان والشعوب، وبالتالي لابد من الحفاظ عليها، لافتًا إلى أن الدولة المصرية ومؤسساتها تُمثل المستهدف الأول لأعداء الوطن.
وأشار أيوب، إلى أن المخطط الذي كان يتم العمل عليه عام 2011 من القوى المتآمرة هو أن يتم إسقاط الجيش المصري الوطني الذي يُمثل عمود الدولة ويحمي هويتها وشعبها، وتحويله لحرس ثوري مخصص لحمايتهم، وأن تتم السيطرة على مؤسسات الدولة وتغييرها، وأن تكون مصر تحت الوصاية بما يمكنهم من السيطرة على المنطقة العربية.
وأوضح أيوب، أن استهداف الدولة المصرية يتم بالتركيز على جانبين أساسيين، يتمثل الجانب الأول في الدولة الوطنية وجيشها من خلال التشكيك فيهما وفي الجهود المبذولة والترويج لأفكار سلبية عنهما من خلال معلومات مغلوطة حول القيادة السياسية والحكومة والجيش، والحث على التخريب، وهو ما يتم من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تمثل وسيلة وأداة مهمة في حروب الجيل الرابع التي تستهدف العقل بشكل مباشر.
بينما يتمثل الجانب الثاني في ضرب الهوية وتغييرها من خلال محاولة الإقناع بأفكار مغلوطة وهدم الثوابت، وبالتالي انهيار الهوية والذي يشكل خطورة كبيرة لأن انهيار الهوية يجعل الدولة تفقد غطاء الحماية الخاص بها.
وأكد أيوب، على ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية وسيادتها لاستقرارها والنهوض بها، مشيرًا إلى أن قيام دولة وطنية قادرة يستلزم امتلاك عناصر القوة الشاملة سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو الثقافية أو الاجتماعية، وهو ما يدعم مكانة أي دولة ويجعل منها دولة عظمى.
وأضاف أيوب، أن أهم ما ركزت عليه الدولة الوطنية على مدار الـ 10 سنوات الأخيرة هو البدء ببناء دولة قوية، وهو ما اتضح من خلال العديد من الجوانب، أهمها وجود جيش قوي يُعد الآن من أكبر الجيوش العسكرية على مستوى العالم، بالإضافة إلى الاقتصاد والنهوض به والذي يمثل معجزة اقتصادية قامت بها القيادة السياسية.
وتابع أيوب، أن المشروعات القومية التي تم العمل على تنفيذها كان لها مردود إيجابي كبير على الشعب المصري وأصبحت مدعاة للفخر وساهمت في جعل الدولة المصرية دولة قوية مؤثرة ولها دور فعال سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي.