مع اقتراب فتح باب الترشح لانتخابات نقابة الصحفيين يوم ٨ فبراير ، تزداد التكهنات حول اسم النقيب القادم في ظل تحركات مكثفة من عدد من الزملاء الذين يسعون إلى الترشح، مدعومين باتصالات واسعة للحصول على تأييد قوي قبل الإعلان الرسمي عن خوضهم السباق النقابي. وتأتي هذه التحركات في سياق حرص المرشحين على تقديم رؤية واضحة لتطوير النقابة، خاصة فيما يتعلق بملف زيادة البدل الصحفي وتحسين الخدمات النقابية، وهو الملف الذي أثبتت التجربة أنه كان عاملًا حاسمًا في الانتخابات السابقة، حيث نجح الدكتور ضياء رشوان في تحقيق زيادات ملموسة في البدل خلال فترات ترشحه، بالتنسيق مع الجهات المعنية، مما انعكس إيجابيًا على الأوضاع الاقتصادية للصحفيين.
لكن اللافت في المشهد الحالي أن ضياء رشوان، الذي كان أبرز المرشحين وأكثرهم قدرة على تحقيق مكاسب اقتصادية للنقابة، لن يكون حاضرًا في هذه الانتخابات على الأرجح، بسبب التزاماته الحزبية الجديدة، حيث تولى رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات إلى جانب أدواره القيادية في العمل السياسي، ما يجعله أكثر انشغالًا وأقل ميلًا لخوض معركة نقابية جديدة. غياب رشوان، إن تأكد رسميًا، سيغير كثيرًا من معادلة الانتخابات، وسيفتح المجال أمام مرشحين آخرين يسعون لاستقطاب الأصوات عبر تقديم وعود بتحسين الخدمات وتطوير النقابة.
وفي هذا السياق، يسعى بعض المرشحين المحتملين إلى طرح برامج انتخابية توازن بين تحقيق مصالح الصحفيين وتعزيز دور النقابة في إطار التعاون البناء مع الدولة، وهو ما يفتح المجال أمام نقاش جاد حول الأولويات في المرحلة المقبلة. وبينما يركز البعض على استكمال الجهود السابقة في تحسين الخدمات وتطوير النقابة، يطرح آخرون رؤى مختلفة تتعلق بتوسيع أدوار النقابة في دعم الصحفيين مهنيًا واقتصاديًا، مع الحفاظ على الشراكة القائمة مع مؤسسات الدولة، والتي ساهمت في تحقيق العديد من المكاسب خلال السنوات الماضية.
النقيب القادم، بغض النظر عن اسمه، سيكون أمام ملفات مهمة تحتاج إلى حلول فعالة، أبرزها الاستمرار في تحسين الأوضاع المالية للصحفيين، سواء من خلال زيادة البدل أو توفير مزايا جديدة، إضافة إلى تعزيز البيئة المهنية الداعمة لحرية الصحافة، بما يضمن توازنًا بين الحقوق والمسؤوليات. كما أن إعادة إحياء دور النقابة كحارس للمهنة يظل أحد التحديات الأساسية التي تتطلب رؤية واضحة، تضمن للنقابة أداء دورها الفاعل في إطار التنسيق مع الدولة ومؤسساتها، بما يخدم مصلحة الصحفيين والمجتمع ككل.
ورغم أن المشهد لم تتضح ملامحه النهائية بعد، إلا أن الأيام القادمة ستشهد تحركات أكثر كثافة، واتصالات على مختلف المستويات، في ظل سباق يبدو أنه سيجمع بين الخبرة النقابية، والقدرة على تحقيق إنجازات ملموسة، والتعاون مع الجهات المعنية لضمان استقرار النقابة وتطويرها. ومع غياب ضياء رشوان، فإن الأسماء المطروحة ستسعى إلى ملء الفراغ الذي سيتركه، مما يجعل المنافسة أكثر انفتاحًا وفرص الفوز متاحة لعدة مرشحين، فهل سيكون النقيب القادم امتدادًا للتجارب الناجحة في تعزيز المكاسب الاقتصادية والمهنية للصحفيين، أم أن الجمعية العمومية ستختار وجهًا جديدًا برؤية مختلفة؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.