يوسف إدريس وأشرف عبدالشافي ورضوان آدم… “يا
تُشبه علاقتي الإنسانية والمهنية بأستاذي أشرف عبدالشافي.. بالتقريب لا بالكمال… ذات العلاقة ونفس المودة التي جمعت بين بطلي فيلمي المفضل السلم والتعبان حازم (هاني سلامة) و “يحيى (طارق التلمساني).
مدير لديه كل مقومات الحضور، وعنده كل مواصفات الكاريزما؛ جان، ذكي، لماح، صادق، داعم، موهوب.
وشاب صاحب طموح جامح، وحماس مشتعل ومعهما بعضا من شقاوة ومشاغبات سن العشرينات.
ببساطة يدرك هذا المدير الذكي والإنسان النبيل أبعاد دوره جيدا، كل المطلوب منه ترويض جموح تلميذه، وتهذيب شعلة حماسه “عشان مكنة الشغل تدور وتطلع قماش”.
يفتح أمامي أشرف عبد الشافي براحات من العلم والمعرفة والتطور والعلاقات، ومساحات من التواصل الإنساني جعلتني أُجيد ببراعة قراءة ملامح وجهه من أول طلة، ومنها أعرف ما علق داخل حُجرات قلبه من مشاعر؛ فرح، حزن، قلق، ترقب، انشغال، انتظار.
في هذا المساء من صيف عام ٢٠١٨، يجلس داخل مكتبه بدستور جاردن سيتي، بدا مزاجه رائقا تماما، ينُفث دخان سيجارته بزهوة منتصر ونشوة عريس، يرفع نظارته فوق حاجبيه، ويمسك بكتلة يديه كتابا ليوسف إدريس أو عن يوسف إدريس… أظن!
حين رأني ابتسم ثم دعاني للدخول، بعد الجلوس قال “حلو أوووي أوووي شغلك الأخير”.
أفرد ظهري… اُمدد قدماي، ثم أضع ساقا فوق ساق وأنا أقول ” دي أقل حاجة عندي”.
يضحك ضحكة مجلجلة أعتقدت من قوتها أن صداها قد وصل لآذان المراهقين والعاشقين الذي كانوا يختلسون القبلات تحت ظل الشجر وظلام الليل في ميدان التحرير.
يُعقب: “حقك…. ما إنت ابني وحبيبي”
بعد وصلة مناقشات ودردشات يسألني ” تعرف رضوان آدم؟”
أنا…. لأ.. مين رضوان آدم؟
أشرف: الولد ده صحفي موهوب أووووي… وشاطر أوووي… وليه مجموعات قصصية حلوة.. كلمه أعمل معاه حوار”.
عبر صفحة الفيس الزرقاء، ومن تليفوني القديم ذو الألوان الحمراء.. تواصلت مع آدم.. لكن لا رد، لا إجابة، لا رسالة!
يقابلني عبدالشافي بعدها بأيام.. فيعاود الاستفسار ” كلمت رضوان”.. آه كلمته وبعتله مردش
يكتفى بهز رأسه… يصمت… ينصرف”.
في تكرار السؤال علاوة محبة لا يمنحها أشرف عبد الشافي إلا لمن له عنده غلاوة خالصة، لكن!
حين دققت وراء التفاصيل… وجدت أن سبب هذا الإصرار كان نوعا من الدعم أراد “عبدالشافي” تقديمه لموهبة صادقة كانت تمر بأزمة مهنية عاصفة.
بين الرفيق آدم والحرائق المهنية غرام… كلاهما يبحث عن الآخر… فآدم يُجيد باقتدار إضرام النيران ولا يبالي إطفائها مهما علا دخانها أو اشتد لهيبها!
١٢٤٥ يومًا أي ثلاث سنوات ونصف تقريبا، مرت على ما دار بيني وبين أستاذي أشرف بشأن الرفيق آدم، لكن على ما يبدو كان لفصول القصة بقية!
في حفل التعارف بمناسبة الإنضمام لوحدة الأفلام الوثائقية قابلت الزميل آدم أيام ذاك، وقتها كانت ذاكرتي قد أرشفت الحكاية السابقة دون استدعاء حتى هذه اللحظات!
من معرفة عابرة إلى علاقة عادية ثم صداقة قوية ونهايًة أخوة أبدية، عبرت علاقتنا بتلك المراحل، في كل مرحلة منها أقول لآدم ” إنت دخلت قلبي… لأن روحك فيها كتير من إنسان وأستاذ من أغلى الناس عندي”
يسألني مين؟
أرد: في الوقت المناسب هقولك، ليس سهلا لأحد الاقتراب أو الاقتران من منزلة أستاذي أشرف، إلا بعد تجاوز اختبارات شاقة من الوفاء، الصدق، والمحبة غير المشروطة بمصلحة أو منفعة.
بعد فترة من إنهاء عملنا الوثائقي الأول…. أقنعت آدم بصعوبة بإعادة فتح صفحته الشخصية على الفيس بوك….. بعد ضغط وافق….. بمجرد تنشيطها ظهرت الرسائل القديمة ومعها
طفت فوق عقلي كافة تلك الذكريات الجميلة، لحظتها قلت له ” عارف لما كنت بقولك إن روحك تشبه حد بحبه أعرفه”
الشخص ده يبقى الأستاذ أشرف عبدالشافي.
يقاطعني قائلا ” الله… عمنا… تعرفه منين” ؟
أُجيب: اعرفه منين! …. دا أنا ليا معاه حكايات… كنت إنت حكاية منهم.. وقصصت له وعليه ما سبق”.
منذ فترة قريبة أُسند للرفيق العزيز آدم تنفيذ وثائقي عن يوسف إدريس، فكان ضيفه الأول الذي اتكأ عليه هو أستاذي أشرف عبدالشافي.
حين علمت بعدها بمدة بظهور “عبدالشافي” ضيفًا، تأملت، تعجبت، اندهشت.. ثم قلت أشرف عبدالشافي ورضوان آدم في فيلم عن يوسف إدريس…. يا وعدي على الأيام!
كأن الزمن في شهوره وسنواته الماضية كان يمهد طريق اللقاء بما يليق بعظماء المقام هؤلاء.
علموني في الفيزياء أن الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث من عدم، وأنا عندي قناعة تامة بأن روح يوسف إدريس حين صعدت انشطرت، استقر نصفُها في وجدان أشرف، وسكن النصف الآخر منها ضمير آدم.
قريبا على شاشة قناتنا الوثائقية ستشهدون وتشاهدون عملًا بلا انحياز سيكون واحدًا من أقوى الأعمال الوثائقية التي قُدمت، وبدون مبالغة أعتقد بعد عرضه أنه سيصبح مرجعًا ووحدة قياس ل “كيف تصنع فيلمًا وثائقيًا؟”.
استمتعوا بأعز الموهوبين Adam وهو بيحاور أجمل الأساتذة Ashraf عن أستاذ الأساتذة يوسف إدريس.
اسمعوا الدكتور Mohamed Makhzangi محمد المخزنجي وهو يروي عن يوسف إدريس ما لم يُقال من قبل.
اتفرجوا على الدكتور أحمد عبد العال عمر اللي بيرسخ مكانته كمثقف عضوي صادق ومختلف ومؤثر.
شوفوا الدكتور Sherif Saleh وهو بيأكد على كونه أحد أهم أساتذة النقد الأدبي والفني بمصر.
تابعوا أستاذتنا الجميلة Salwa Bakr ، وهي بتَشرح وتِشرح جمال وعذوبة لغة وأدب يوسف إدريس…. وغيرهم من الضيوف الكُبار.
…… يوسف إدريس فيلم:
كتابة وإعداد: رضوان آدم
إخراج المبدع: أحمد زكريا
مونتاج النجم: @mohamed Abd elhady
مدير الإنتاج الأنيق: Ahmed Emara
مدير التصوير المُتألق: Beshoy Atef Naeem
تصوير الدؤوب: Amr Almasry
المنتج الفني العظيمة: Hagar Mohammed
إنتاج قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.