في خطوة لمكافحة الهجرة والدفع بأجندة عسكرية للحدود، قررت الولايات المتحدة تصنيف عصابات المخدرات كمنظمات إرهابية، وهو ما اعتبره محللون ثار هائلة من التجارة إلى المهاجرين، فهذه المنظمات بمثابة بوابة الدخول للبلاد، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية.
ووقع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، أمرًا تنفيذيًا ينص على أن الولايات المتحدة ستصنف «كارتلات- منظمات-عصابات» المخدرات كمنظمات إرهابية أجنبية في خطوة قد تدفع بأجندة عسكرية للحدود وأمريكا اللاتينية.
وجاء في الأمر: «لقد انخرطت العصابات في حملة عنف وإرهاب في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي لم تزعزع استقرار دول ذات أهمية كبيرة لمصالحنا الوطنية فحسب، بل أغرقت الولايات المتحدة بالمخدرات القاتلة والمجرمين العنيفين والعصابات الشريرة».
وسلط الأمر التنفيذي الضوء على كارتلات المخدرات المكسيكية وغيرها من الجماعات الإجرامية في أمريكا اللاتينية مثل عصابة «ترين دي أراجوا» الفنزويلية وعصابة مارا سالفاتروتشا السلفادورية (MS-13).
ولم يدرج الأمر هذه الجماعات بالاسم، لكنه أشار إلى اعتزام أمناء مجلس الوزراء التوصية بتصنيف الجماعات كـ«منظمات إرهابية» خلال ال 14 يومًا المقبل.
ولم يكن من الواضح ما هو التأثير الذي يمكن أن يكون له تأثير على مكافحة «الكارتلات»، ولكن كان هناك قلق من أن يكون ذلك وسيلة أخرى لجعل الأمر أكثر صعوبة على الأشخاص من البلدان التي تعمل فيها تلك الجماعات للوصول إلى الولايات المتحدة.
وقد عبر الكثيرون عن قلقهم من أن تصنيفهم كإرهابيين يمكن أن يوفر للولايات المتحدة مبررًا للقيام بعمل عسكري ضد «الكارتلات».
بوابة دخول للبلاد
قالت فاندا فيلباب-براون، خبيرة الجريمة المنظمة في معهد بروكينجز، إن الأمر قد يكون له «تداعيات ضخمة للتجارة على المهاجرين».
فمع إحكام «الكارتلات» قبضتها على تجارة تهريب المهاجرين المربحة في السنوات الأخيرة، أصبح من المستحيل تقريبًا على المهاجرين وطالبي اللجوء المرور عبر المكسيك ودول أمريكا اللاتينية الأخرى دون «دفع نوع من الرسوم» للكارتلات.
وأوضحت براون، أنه في اللحظة التي يفعلون فيها ذلك، قد يؤدي ذلك إلى حرمانهم من طلب اللجوء.
وقالت: «يمكن لترامب أن يمنع بشكل أساسي الغالبية العظمى من المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور الحدود الأمريكية من الحصول على اللجوء».
استبعاد خيار الحرب
فيما عبر مايك فيجيل، وهو رئيس سابق للعمليات الخارجية لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، عن توقعه أن يكون لأي تصنيف لـ«الإرهاب» تأثير ضئيل للغاية على العمليات اليومية ضد «الكارتلات» لأن العديد من صلاحيات مكافحة الإرهاب التي ستُمنح للسلطات الأمريكية ستستخدمها بالفعل في جهود مكافحة المخدرات.
وتابع في هذا السياق إنه من الناحية اللوجستية، سيسمح الأمر على الأرجح لـ«واشنطن» بمصادرة أصول الجماعات في البلاد، وفرض عقوبات على المواطنين الأمريكيين الذين يتعاملون مع «المنظمات الإرهابية» ومنع أعضاء تلك الجماعات من دخول البلاد.
وفيما يتعلق بتأثير ذلك على المكسيك، قال فيجيل، أن :«الولايات المتحدة لن تسمح بإرسال قوات إلى المكسيك كما يعتقد الكثير من الناس ببساطة لأن الناس ينسون أنها دولة ذات سيادة وسيكون ذلك بمثابة عمل من أعمال الحرب».
جثث مشوهة واختطاف من المستشفيات
جاءت هذه الخطوة في الوقت الذي اشتد فيه عنف «الكارتل» في الولايات المكسيكية الشمالية بعد اختطاف واحتجاز زعيم الكارتل إسماعيل «إل مايو» زامبادا الذي أشعل حربًا شاملة بين الفصائل المتنافسة في «كارتل سينالوا» المكسيكية.
ولا يزال المسلحون يتركون الجثث المشوهة متناثرة في جميع أنحاء الولاية ويختطفون الناس حتى من المستشفيات.
وبحسب «أسوشييتد برس» فإن ذلك، جزء من ديناميكية أكبر متغيرة في حرب الكارتلات في الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية.
فقبل سنوات، كانت حفنة من المنظمات الإجرامية التي يرأسها عدد قليل من الزعماء الرئيسيين تسيطر على أجزاء كبيرة من المكسيك.
وفي الوقت الراهن، فقد أصبح هناك العديد من الفصائل الأخرى التي تقاتل بعنف من أجل السلطة، حيث أصبحوا أكثر مرونة وأصعب في السيطرة عليهم.
وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى «الجماعات» استخدموا أدوات أكثر تطورًا مثل الطائرات بدون طيار التي تلقي القنابل والعبوات الناسفة والمركبات المدرعة المفخخة، وتوسعوا في تهريب المهاجرين وتجارة الأفوكادو، وفي هذه الأثناء، وقع الآلاف من المواطنين المكسيكيين في مرمى النيران، حيث قُتلوا أو فُقدوا.