في إطار جهوده المستمرة لتعزيز الوعي الوطني والتفاعل مع القضايا الإقليمية والدولية المؤثرة على الأمن القومي المصري، نظمت أمانة القاهرة بحزب “حُماة الوطن” ندوة تثقيفية تحت عنوان “التحديات العالمية والإقليمية في ظل التوازنات الجديدة.. استراتيجيات المواجهة والتكيف”. جاءت الندوة بمشاركة واسعة من قيادات الحزب وكوادره، بالإضافة إلى نخبة من المتخصصين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية.
تعتبر هذه الندوة جزءًا من سعي الحزب المستمر لتعميق الفهم لدى أعضائه والمجتمع المصري بشكل عام حول التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، وكيفية التكيف مع هذه التغيرات لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار في مصر. وقد تناولت الندوة العديد من المحاور المهمة التي تهم الأمن القومي المصري في ظل التحديات الراهنة.
افتتح الفعالية الدكتور أحمد العطيفي، الأمين العام المساعد وأمين تنظيم الجمهورية، الذي ألقى كلمة ترحيبية بالحضور، مؤكداً على أهمية الندوات التثقيفية في رفع الوعي الوطني وتطوير العمل السياسي داخل الحزب. كما حضر الفعالية عدد من قيادات الأمانة المركزية، منهم النائبة الدكتورة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب وأمينة التعليم بالأمانة المركزية، التي شددت على أهمية المشاركة في مناقشة التحديات العالمية والإقليمية وكيفية توظيف هذه المعارف لخدمة القضايا الوطنية.
وكان من بين الحضور البارزين اللواء أ.ح صلاح المعدواي، أمين عام القاهرة، الذي أكد في كلمته على أهمية الفعالية في تعزيز العمل الجماعي بين كافة كوادر الحزب، مشيراً إلى أن مصر تواجه تحديات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي، مما يتطلب استراتيجية موحدة للتصدي لهذه التحديات. كما شارك المهندس محمد جمال الدين، مساعد الأمين العام وأمين تنظيم القاهرة، الذي أشار إلى الدور المحوري الذي يقوم به الحزب في دعم الأمن الوطني وتنمية الوعي السياسي لدى الشباب المصري.
وشهدت الندوة أيضًا حضور عدد من قيادات الأمانة العامة للقاهرة مثل الدكتور غادة البدوي، أمينة التدريب والتثقيف، والمهندس كريم إمام، أمين الشباب، والأستاذ محمد الحداد، أمين العمال، الذين تحدثوا عن أهمية تعزيز الوعي السياسي في مختلف القطاعات الشعبية وإشراك الجميع في بناء استراتيجية وطنية لمواجهة التحديات.
تناولت الندوة العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تؤثر بشكل مباشر على مصر، وفي مقدمتها الأزمة السورية وما تسببت فيه من تداعيات سياسية وأمنية واقتصادية. كما ناقش المشاركون تأثير التوازنات الجديدة على الأمن الإقليمي ودور مصر في هذه التوازنات، لاسيما في إطار سياسة التكيف مع التغيرات العالمية. وقد سلط الحضور الضوء على أهمية التحرك الدبلوماسي المصري في استقرار المنطقة وتحقيق السلام، إلى جانب التصدي للتحديات الاقتصادية التي يواجهها الشعب المصري في ظل الأزمات العالمية.
وفي سياق مناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، أكد المشاركون في الندوة على ضرورة أن تظل مصر في طليعة القوى الإقليمية الفاعلة التي تساهم في تقديم حلول عملية للأزمات التي تشهدها المنطقة، مشيرين إلى أهمية استمرار الدعم الوطني للقضايا الفلسطينية.
كما دعا المشاركون في الندوة إلى استلهام القيم والمبادئ التي غرسها مؤسس الحزب، المرحوم الفريق جلال الهريدي، الذي يُعد رمزًا وطنيًا ترك إرثًا غنيًا من العمل السياسي والتنظيمي في خدمة الوطن. وتوافق الجميع على أن الحزب سيظل يواصل تحقيق رؤية مصر المستقبلية ومواجهة التحديات بإصرار ووعي، مع التأكيد على أهمية التمسك بالمبادئ الوطنية والعمل الجماعي لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي.
في ختام الندوة، تم التأكيد على أهمية الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية لتحقيق مصالح مصر العليا، مؤكدين أن الحزب سيستمر في لعب دوره الحيوي في تعزيز الأمن القومي والعمل على تحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري في المستقبل.