كتب – نوفل البرادعي
في إطار سلسلة الندوات الثقافية التي ينظمها نادي القصة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، شهدت قاعة سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية مساء السبت 18 يناير 2025 ندوة حوارية هامة حملت عنوان: “السرقات الأدبية.. بين الاتهام والتبرير”، حيث ناقشت إشكالية قديمة متجددة تتعلق بحدود الاقتباس، وأخلاقيات الإبداع، وحقوق الملكية الفكرية في ظل التطورات الرقمية وانتشار المحتوى الإلكتروني.
شارك في الندوة الكاتبان منى سالم ومحمد رحمة، حيث قدما رؤيتين متكاملتين حول الظاهرة، إذ استعرضت منى سالم أبرز أشكال السرقات الأدبية عبر التاريخ، مشيرة إلى نماذج بارزة أثارت الجدل في الأوساط الثقافية العربية والعالمية، وأوضحت كيف يمكن التفريق بين التأثر المشروع والانتحال غير الأخلاقي. من جانبه، تناول محمد رحمة البعد القانوني للسرقات الأدبية، مسلطًا الضوء على التشريعات الحديثة التي تحمي حقوق المؤلفين، ومدى فاعلية القوانين في الحد من الظاهرة، خاصة في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والنسخ الرقمي السريع.
الندوة أدارتها باقتدار الكاتبة منى ماهر، التي نجحت في خلق حوار تفاعلي ثري، حيث أتاحت المجال لمداخلات الحضور الذين أبدوا آراء متباينة بين من يرى أن بعض الاتهامات بالسرقة الأدبية قد تكون غير دقيقة، ومن يطالب بضرورة وضع معايير صارمة لحماية الإبداع الأدبي من التشويه والتعدي غير المبرر.
أقيمت الندوة برعاية الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، الذي أشار في كلمته الافتتاحية إلى أهمية إثارة مثل هذه القضايا للنقاش العام، معتبرًا أن الأمانة الأدبية ليست مجرد التزام قانوني، بل هي جزء من مسؤولية الكاتب تجاه قارئه وتجاه التراث الثقافي ككل.
وقد اختتمت الفعالية بتوصيات دعت إلى تعزيز الوعي بحقوق الملكية الفكرية، وتفعيل دور المؤسسات الثقافية في نشر ثقافة احترام الإبداع، مع اقتراح إقامة ورش عمل متخصصة لتعريف الأجيال الجديدة بأساسيات الأمانة الأدبية، في خطوة تعكس حرص نادي القصة على حماية الإبداع الأصيل وترسيخ مفاهيم النزاهة الأدبية.