كتب – صموئيل العشاي:
رؤية استثمارية طموحة.. نحو مليار دولار في قطاعي السيارات والسياحة
في عالم الاقتصاد والاستثمار، هناك رجال أعمال لا يقتصر دورهم على تحقيق الأرباح فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى إحداث تأثير حقيقي في الاقتصاد الوطني، والمساهمة في بناء مستقبل الوطن عبر مشاريع تنموية مستدامة، تُسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وخلق آلاف فرص العمل، وتعزيز قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحيوية.
ومن بين هؤلاء البارزين، يبرز اسم إبراهيم العرجاني، رجل الأعمال الوطني الذي استطاع في سنوات قليلة أن يرسم مسارًا جديدًا للاستثمار في مصر، مستندًا إلى رؤية اقتصادية متكاملة تعتمد على التوسع في التصنيع، ودعم الصناعات الوطنية، وتطوير القطاع السياحي، والمشاركة في مشروعات إعادة الإعمار الإقليمية، لا سيما في ليبيا.
تُعد مجموعة العرجاني المصرية إحدى أبرز المجموعات الاقتصادية في البلاد، حيث تسعى إلى ضخ استثمارات تتجاوز مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، موزعة بين قطاعي تصنيع السيارات والسياحة، في خطوة تعكس مدى الإيمان بقدرات الاقتصاد المصري، والإصرار على تحقيق طفرة صناعية وسياحية تُعزز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا.
قطاع السيارات.. خطوة غير مسبوقة نحو التصنيع والتصدير للأسواق العالمية
يُعد قطاع السيارات أحد المجالات التي تشهد تغيرات جذرية في مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأت الدولة تتبنى استراتيجيات جديدة تهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية لإنشاء مصانع ذات قدرات تنافسية عالمية.
وفي هذا السياق، جاءت خطوة مجموعة العرجاني بالدخول بقوة إلى سوق تصنيع السيارات، ليس فقط لخدمة السوق المحلي، بل أيضًا بهدف فتح آفاق التصدير إلى الأسواق الخارجية، وترسيخ موقع مصر كمركز إقليمي لصناعة السيارات في الشرق الأوسط وأفريقيا.
كشف عصام العرجاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة العرجاني، أن المصنع الجديد الذي تعمل عليه المجموعة يستهدف تصدير 30 ألف سيارة سنويًا، وذلك من خلال استثمارات تصل إلى 100 مليون دولار، ما يعكس تحولًا جوهريًا في صناعة السيارات المصرية، التي طالما اعتمدت على الاستيراد.
المثير في هذا المشروع أن المكون المحلي فيه يتجاوز 49%، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو زيادة نسبة التصنيع المحلي، وتعزيز قدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي، وتقليل الضغط على العملة الصعبة الناتج عن الاستيراد.
وفي إطار هذه الرؤية، أعلنت مجموعة العرجاني، إلى جانب مستثمرين خليجيين ومصريين، عن تأسيس شركة “أوتو موبيليتي” عام 2024 باستثمارات 100 مليون دولار، لتكون الوكيل الرسمي لسيارات “جيلي” الصينية في مصر، مما يعزز من قدرة السوق المصري على الحصول على سيارات عالية الجودة بأسعار تنافسية، ويدعم توجه الدولة نحو تشجيع الاستثمار الأجنبي في قطاع السيارات.
هذا التحالف الاستثماري، الذي يضم كيانات اقتصادية كبرى مثل مجموعة الغانم الكويتية، وشركة محمد يوسف الناغي السعودية، ومجموعة العرجاني المصرية، يُعد نموذجًا للشراكات الناجحة بين المستثمرين المصريين والخليجيين، ويعكس مدى الثقة في مناخ الاستثمار في مصر.
قطاع السياحة.. مشروع ضخم لإضافة 20 ألف غرفة فندقية جديدة
تُعتبر السياحة أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المصري، حيث تُسهم في توفير ملايين الوظائف، وتُعد أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة، فضلًا عن دورها في الترويج لمصر عالميًا كوجهة سياحية متميزة.
ومن هذا المنطلق، تعمل مجموعة العرجاني على توسيع استثماراتها السياحية بشكل غير مسبوق، حيث تمتلك المجموعة حاليًا 11 فندقًا بطاقة إجمالية تصل إلى 4,000 غرفة فندقية، لكنها تخطط لإضافة 20,000 غرفة جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، باستثمارات تصل إلى 500 مليون دولار، وهي خطوة من شأنها أن تعزز القدرة الاستيعابية للقطاع السياحي المصري، وتجعله أكثر قدرة على استقبال الأعداد المتزايدة من السياح سنويًا.
هذا التوسع الكبير في البنية التحتية الفندقية لا يقتصر فقط على زيادة عدد الغرف الفندقية، بل يمتد إلى تحسين مستوى الخدمات السياحية، وتقديم تجارب فندقية راقية تنافس الوجهات العالمية الكبرى، مما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية من الطراز الأول.
إعادة إعمار ليبيا.. دور محوري لمصر في استقرار المنطقة
لم تقتصر رؤية إبراهيم العرجاني الاستثمارية على السوق المصري فقط، بل امتدت إلى إعادة إعمار ليبيا، التي تُعد سوقًا استثمارية واعدة، وأحد أهم المجالات التي يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وليبيا، ودعم استقرار المنطقة.
تمتلك مجموعة العرجاني 88 شركة ونحو 200 فريق استشاري مصري يعملون في ليبيا على مشروعات البنية التحتية وإعادة الإعمار، ما يعكس الدور الكبير لمصر في دعم استقرار ليبيا، خاصة وأن استقرار ليبيا هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
إبراهيم العرجاني.. رجل الأعمال الذي انطلق من سيناء نحو قمة الاقتصاد المصري
وُلد إبراهيم جمعة العرجاني في 4 ديسمبر 1977 بمنطقة الشيخ زويد في شمال سيناء، وهو أحد أبناء قبيلة الترابين العريقة، التي تُعد إحدى القبائل الأساسية في سيناء، والتي كان لها دور بارز في حماية الأمن القومي المصري، والتصدي للإرهاب في المنطقة.
حصل العرجاني على بكالوريوس الزراعة، لكنه سرعان ما توجه إلى عالم الأعمال، ليؤسس واحدة من أكبر المجموعات الاقتصادية في مصر، والتي تمتلك العديد من الشركات الناجحة، من بينها:
• شركة أبناء سيناء
• شركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار
• شركة جلوبال أوتو للسيارات
رؤية وطنية.. وبصمة اقتصادية بارزة في مصر
ما يُميز إبراهيم العرجاني أنه لا يرى الاستثمار مجرد وسيلة لتحقيق الأرباح، بل يؤمن بأن الاقتصاد هو ركيزة الأمن القومي، والاستثمار هو مفتاح بناء مصر الحديثة.
ومن خلال الاستثمار في التصنيع، وتطوير قطاع السيارات، والتوسع في السياحة، والمشاركة في إعادة الإعمار، تواصل مجموعة العرجاني دورها الرائد في دعم رؤية مصر 2030، وتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ مكانة مصر كقوة اقتصادية صاعدة.
إن قصة إبراهيم العرجاني ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي نموذج مُلهم لرجل أعمال وطني استطاع أن يُحدث تأثيرًا حقيقيًا في الاقتصاد المصري، وأن يُسهم في بناء مستقبل مشرق لمصر، لتظل بلادنا دائمًا في مقدمة الدول الرائدة في مجالات التنمية والاستثمار.