توصلت دراسة جديدة إلى نتائج صادمة عن تضاعف عدد حالات الخرف في الولايات المتحدة لدى كبار السن بحلول عام 2060، مما يعني مليون حالة جديدة سنويًا، مقارنة بالأرقام الحالية التي تبلغ حوالي 500 ألف حالة جديدة سنويًا، بحسب ما ذكره موقع «ساينس أليرت».
ووفقًا لفريق البحث من مختلف المعاهد الأمريكية، ترتبط القفزة بشكل مباشر بتزايد عمر السكان في الولايات المتحدة، وهو السيناريو الذي يحدث أيضا في بلدان أخرى.
ويقول عالم الأوبئة جوزيف كوريش من جامعة نيويورك: «تتنبأ نتائج دراستنا بارتفاع كبير في العبء الناجم عن الخرف في الولايات المتحدة خلال العقود المقبلة، حيث من المتوقع أن يعاني واحد من كل اثنين من الأمريكيين من صعوبات معرفية بعد سن 55 عاما».
ومن خلال تحليل بيانات 15043 بالغًا تم جمعها بين عامي 1987 و2020، وجد الباحثون أن الخطر الحالي للإصابة بالخرف بعد سن 55 يبلغ 42%، وهو مستوى أعلى بكثير من التقديرات السابقة.
وكانت هناك أيضًا زيادة في خطر الإصابة بالخرف مرة واحدة فوق سن 75 عامًا، عندما ارتفع الخطر إلى 50%، ومع تقدير تكاليف الرعاية الصحية لمرض الخرف بنحو 600 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة، فإن ذلك يشكل سببا خطيرا للقلق.
ويعتقد فريق البحث أن السجلات الطبية غير الدقيقة، وعدم تشخيص الخرف في مرحلة مبكرة، وعدم الإبلاغ عن المرض في بعض أجزاء المجتمع يمكن أن تساعد في تفسير سبب كون هذه التقديرات الجديدة للمخاطر أعلى بكثير من التوقعات السابقة.
وبحسب ما توصلت إليه الدراسة، تبين أن خطر الإصابة بالخرف أعلى بين النساء مقارنة بالرجال (48% مقابل 35%)، كما أن النسبة أعلى بالنسبة للأمريكيين السود الذين يحملون جين APOE4، وهو مؤشر معروف لخطر الإصابة بالخرف، حيث ارتفع مستوى الخطر إلى 59%.
وقال الباحثون: «يتحمل البالغون والأفراد من الأقليات العرقية والإثنية من خلفيات اقتصادية منخفضة عبئًا أكبر من عوامل الخطر المهمة، مما قد يساهم في الاختلافات في خطر الإصابة بالخرف على المدى الطويل».
أما بالنسبة للمستقبل، فقد تم استخدام توقعات التعداد السكاني في الولايات المتحدة لرسم خريطة للوضع الحالي ضد السكان الأكبر سنا- مما أدى إلى التنبؤ بتضاعف الحالات.
ومرة أخرى، ستكون هناك فوارق بين المجموعات العرقية والإثنية، حيث من المتوقع أن تتضاعف معدلات الأفراد السود ثلاث مرات بحلول عام 2060.