بقلم: صموئيل العشاي
تتأجج الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية، وتدور الأسئلة بشكل غير مسبوق حول من يقف وراء هذه النيران المدمرة. هل هي نتيجة لعبث الطبيعة أم أن هناك أيادي خفية تتحكم في إشعال هذه النيران؟ في ظل تصاعد الأزمات الداخلية في أمريكا، من تزايد الاحتجاجات إلى الحروب السياسية المستعرة بين القوى الحاكمة، يظهر أن هناك قوى إقليمية ودولية قد تكون وراء هذه الفوضى. كل هذه السيناريوهات تكشف عن شبكة معقدة من المصالح والتوترات التي تتشابك لتضع الولايات المتحدة في دائرة من الأزمات المتتالية. نستعرض هنا 30 سيناريو محتملاً قد يشرح خلفيات هذه الحرائق، حيث تتداخل التحركات الدولية والإقليمية مع الأزمات المحلية في لعبة لا تنتهي من التأثيرات السياسية والاقتصادية.
1. إيران وحروب الظل
منذ سنوات، تدير إيران معركة غير معلنة ضد الولايات المتحدة، والتي تتمثل في ضرب المصالح الأمريكية في شتى أنحاء العالم، سواء بشكل مباشر أو عبر حروب بالوكالة. استهداف الداخل الأمريكي في هذه اللحظة الحساسة قد يكون استراتيجية لإشغال الولايات المتحدة عن مشاكلها الخارجية وضغوط المجتمع الدولي، في مسعى لخلق بيئة مشحونة بالفتن والصراعات التي تضعف الداخل الأمريكي وتضعف هيبته في الساحة العالمية.
2. القاعدة والإرهاب المتجدد
مع تزايد أنشطة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش في بعض المناطق العربية، لا يمكن استبعاد أن هذه الجماعات قد تلعب دورًا في إشعال الفوضى في الولايات المتحدة. رغم أن هذه الجماعات قد تركز على الشرق الأوسط، إلا أنها قد ترى في إشعال الحرائق وسيلة لزعزعة استقرار الخصم الأكبر في الحروب العالمية. عمليات مماثلة قد تكون بمثابة رسالة انتقامية أو توجيه ضربة انتقامية ضد حكومة واشنطن.
3. اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة
لا يمكن إغفال الدور الذي قد يلعبه اللوبي الإسرائيلي في إحداث خلل داخلي في الولايات المتحدة من خلال دعم حملات إعلامية مضادة أو تحريك بعض الجماعات السياسية داخل الولايات المتحدة. بإثارة الفوضى الداخلية عبر احتكاك شعبي، قد يسعى اللوبي إلى إبعاد الانتباه عن السياسات الإسرائيلية التي قد تواجه انتقادات دولية، مما يجعل من الفوضى المحلية في أمريكا ستارًا يحجب الأزمات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط.
4. جماعات اليسار المتطرف
مع تصاعد التوترات السياسية بين اليسار واليمين في الولايات المتحدة، لا يمكن استبعاد أن بعض الجماعات اليسارية المتطرفة قد تكون وراء إشعال الاحتجاجات التي تتسارع إلى مستويات من العنف تشمل الحرائق. هذه الجماعات قد تسعى لتحقيق أجندات سياسية خاصة بها، من خلال استغلال الفراغ السياسي وإشعال فتيل الفوضى التي تهدد استقرار النظام الحالي.
5. الإخوان المسلمون والتحركات الخفية
لا يزال تنظيم الإخوان المسلمين يحاول تنفيذ أجندته داخل وخارج الدول العربية، وهو قد يجد في إشعال الفوضى في الولايات المتحدة فرصة للانتقام من سياسات أمريكا في الشرق الأوسط. من خلال تحالفات مع جماعات يسارية أو متطرفة، قد يسعى الإخوان لتوظيف الفوضى في الداخل الأمريكي في صالح أجندتهم السياسية والإيديولوجية.
6. قطر والدور التخريبي
عبر تمويل جماعات متطرفة في الشرق الأوسط، تسعى قطر إلى توسيع نفوذها في المنطقة والعالم. في هذا السياق، قد تكون حرائق الولايات المتحدة جزءًا من مخطط أكبر لزعزعة استقرار دولة تعتبرها خصمًا سياسيًا. قطر قد تكون تدفع الجماعات الموالية لها أو تلك التي تشترك في أهداف مشابهة للاستفادة من فوضى داخلية تشتت الانتباه عن الأزمات الإقليمية.
7. تركيا وأجندتها العثمانية
من خلال طموحاتها العثمانية، قد ترى تركيا في إشعال نيران الفوضى داخل الولايات المتحدة وسيلة لتقويض قوة أمريكا في الشرق الأوسط. إذ أن الولايات المتحدة تظل اللاعب الأساسي في العديد من الصراعات في المنطقة، وتركيا قد تسعى لاستغلال هذه الفوضى كفرصة لتوسيع نفوذها الإقليمي.
8. الدولة العميقة وضغوط ترامب
في الولايات المتحدة نفسها، تظل “الدولة العميقة” – وهي قوى خفية داخل المؤسسات السياسية – تتحكم بشكل غير مباشر في توجيه القرارات الحكومية. قد تكون هذه القوى، التي تضررت من سياسات الرئيس ترامب، وراء التصعيد السياسي والأمني في الداخل الأمريكي، بما يشمل إشعال الحرائق والفوضى لتقويض مصداقية الإدارة الحالية وزيادة الضغط على النظام.
9. اللوبيات الاقتصادية وتحقيق المصالح
بعض الشركات الكبرى قد تجد في إشعال الأزمات المحلية مثل الحرائق فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية. الشركات التي تتحكم في أسواق الوقود والطاقة قد ترى في هذه الكوارث الطبيعية وسيلة لرفع الأسعار وزيادة الأرباح. من خلال توجيه بعض الجماعات لتسخين الأجواء الداخلية، يمكن لهذه الأطراف الاستفادة من الفوضى لتحقيق مصالح مالية.
10. الولايات المتحدة وتهديدات الجريمة المنظمة
في ظل اتساع نشاط العصابات والشبكات الإجرامية، قد تكون بعض هذه الشبكات تستغل هذه الحرائق كغطاء لإخفاء عملياتها غير القانونية. قد ترى العصابات الإجرامية في التوترات التي تنتج عن الحرائق فرصة للتوسع والنفوذ في الأسواق المحلية، مما يعزز قوتها في الداخل.
11. المجموعات البيئية المتطرفة
في سياق الاحتجاجات البيئية المتزايدة حول العالم، قد تكون بعض المجموعات المتطرفة التي تدافع عن البيئة قد اختارت إشعال هذه الحرائق كوسيلة للتنديد بسياسات الحكومة الأمريكية تجاه قضايا تغير المناخ. هذه الجماعات قد تستخدم مثل هذه الأحداث للضغط على الحكومة لتنفيذ تغييرات بيئية واسعة النطاق.
12. خصوم أمريكا في أمريكا اللاتينية
الدول التي عانت من تدخلات واشنطن في شؤونها الداخلية قد تسعى لاستغلال الحرائق في أمريكا كوسيلة لانتقام غير مباشر. في ظل التوترات التاريخية مع الولايات المتحدة، قد تسعى بعض الحكومات في أمريكا اللاتينية إلى إشعال الاضطرابات الداخلية في الداخل الأمريكي كوسيلة للانتقام من تدخلات واشنطن في شؤونها.
13. الحروب الإعلامية وتضخيم الأزمة
الإعلام الأمريكي يمكن أن يكون له دور كبير في تضخيم الأزمة والضغط على الحكومة لتغيير سياساتها. تحريف الأخبار أو تغطية الأحداث بشكل يثير الفوضى قد يساعد في خلق أجواء من الخوف والقلق العام، مما يدفع الرأي العام إلى اتخاذ مواقف متطرفة من القضايا السياسية.
14. الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، قد يكون البعض قد حاول استغلال هذه الحرائق لضرب استقرار إدارة ترامب، وبالتالي الدفع نحو تصعيد المواقف السياسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مما يزيد من الانقسامات الداخلية.
15. الحروب السيبرانية وشبكات الإنترنت السوداء
في عصر الحروب الإلكترونية، يمكن أن تكون هناك جماعات معادية تحرك هذه الأحداث عبر هجمات سيبرانية تساهم في إشعال الأزمات. عبر الشبكات الإلكترونية السوداء، قد يتم تنظيم هذه الحرائق والتحركات لإحداث تأثير نفسي وفوضوي يزعزع استقرار المجتمع الأمريكي.
16. المصالح الاقتصادية الكبرى والعائلات النافذة
بعض القوى الاقتصادية الكبرى قد تكون هي الأخرى وراء توجيه الأزمات لتحقيق مصالحها الخاصة. قد تكون العائلات النافذة في عالم المال تعتقد أن إشعال هذه الأزمات هو السبيل لتعزيز هيمنتها على الأسواق والقطاعات الحيوية في أمريكا.
17. التهديدات الانتقامية من الشرق الأوسط
بعض الدول في الشرق الأوسط التي تعرضت لضغوط أمريكية قد تستخدم الفوضى الداخلية في أمريكا كوسيلة للانتقام، سواء عبر شبكات سرية أو تعاون مع الجماعات المحلية لتحقيق هدف تقويض النفوذ الأمريكي.
18. الضغط الشعبي لإحداث التغيير
بعض الحركات الشعبية قد تجد في هذه الحرائق وسيلة للضغط على الحكومة الأمريكية لإجراء تغييرات سياسية جذرية. هذه الحركات قد تستخدم الظروف الراهنة لتنفيذ مطالبها بطريقة عنيفة تهدف إلى توجيه رسائل لحكومة الولايات المتحدة.
19. تحركات الصين وروسيا لاستغلال الأزمة
الصين وروسيا قد تكونان تتخذان من هذه الفوضى فرصة لتوسيع نفوذهما على الساحة العالمية. من خلال زيادة الضغط على الولايات المتحدة، عبر تحركات اقتصادية أو معلوماتية، قد تسعى كل منهما لتقويض مكانة أمريكا في الساحة الدولية.
20. التخطيط لتقسيم الداخل الأمريكي
في سيناريو آخر، قد تكون الحرائق جزءًا من مخطط لتقسيم أمريكا داخليًا. عبر تصعيد الاضطرابات والفوضى، قد تسعى بعض القوى لخلق فوضى لا تنتهي، مما يسهل عملية تفكيك الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي وتقويض الوحدة الوطنية.
تبدو الحرائق في أمريكا وكأنها أزمة طبيعية في الظاهر، ولكن الحقيقة أن خلفها شبكة من المصالح والضغوط الداخلية والخارجية التي تتشابك لتخلق حالة من الفوضى.