كتب- صموئيل العشاي:
أكد اللواء محمد رشاد، خبير شؤون الأمن القومي ووكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى في الوقت الراهن إلى تكرار تجربة الفوضى المدمرة التي شهدتها سوريا وتحاول نقلها إلى الداخل المصري بهدف زعزعة استقرار البلاد. وأضاف أن محاولات هذه الجماعة تتجسد في تبني تكتيكات مشابهة لما قامت به هيئة تحرير الشام في سوريا، التي تُعد امتدادًا للجماعة الإرهابية.
وأوضح اللواء رشاد أن هيئة تحرير الشام في سوريا تمثل نموذجًا واضحًا لكيفية استغلال الجماعات الإرهابية للأوضاع المتأزمة من أجل تحقيق أهداف تخريبية، مشيرًا إلى أن الإخوان تحاول استنساخ هذه التجربة في مصر عبر استخدام أساليب تخريبية مشابهة. ومع ذلك، شدد على أن هذه المخططات لن تنجح في زعزعة الاستقرار المصري، بفضل الوعي الشعبي الكبير المتراكم لدى المصريين خلال العقد الأخير.
وأشار إلى أن الشعب المصري بات على درجة عالية من الفهم والإدراك لحقيقة المؤامرات التي تحاك ضد الوطن، مما جعل محاولات الجماعة لبث الشائعات والتحريض على الفوضى وإثارة البلبلة مكشوفة وواضحة للجميع. وأضاف أن هذه المحاولات لن تحقق أهدافها، لأن المصريين أصبحوا أكثر وعيًا بمخاطر تلك المخططات التخريبية، الأمر الذي يفسر فشل الجماعة المتكرر في استعادة أي وجود مؤثر على الأرض.
وفي هذا السياق، أضاف اللواء رشاد: “ما تراهن عليه الجماعة الإرهابية في الوقت الراهن هو الحرب النفسية عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تسعى إلى خلق حالة من الإحباط والتشكيك في مؤسسات الدولة، إلا أن الشعب المصري الذي خاض معارك وعي عديدة خلال السنوات الماضية أصبح على دراية كاملة بحقيقة هذه المخططات الخبيثة ولن يسمح لهم بتكرار سيناريوهات الفوضى التي حدثت في دول أخرى.”
وفي معرض حديثه عن ثورة 25 يناير 2011، أكد رشاد أن ما جرى لم يكن مجرد حراك شعبي عفوي، بل كان مؤامرة أمريكية مدروسة بعناية، وتهدف إلى إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة. وأوضح أن هناك العديد من العناصر التي جرى تدريبها خارج مصر، وتم إعدادها جيدًا للقيام بمهام محددة، مثل تأجيج الرأي العام، وقيادة الشارع نحو حالة من الفوضى المنظمة، بالإضافة إلى تدريب البعض على استخدام السلاح في توقيت معين لتحقيق أهداف عنيفة.
وأشار إلى أن الجماعة الإرهابية لم تكن في مقدمة المشهد مع بداية الثورة، بل ظلت تراقب الأحداث وتنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على المشهد السياسي، وهي اللحظة التي جاءت مع أحداث موقعة الجمل في 28 يناير 2011، والتي وصفها رشاد بأنها كانت بمثابة الضوء الأخضر الذي تلقته الجماعة لبدء تحركها نحو السيطرة على السلطة.
وأضاف اللواء رشاد أن الشعب المصري كان له الدور الحاسم في إفشال هذا المخطط، حيث أدرك حقيقة المؤامرة التي قادتها الجماعة الإرهابية بسرعة، مما دفعه للخروج في ثورة 30 يونيو 2013 بملايينه ليُسقط حكم الإخوان ويوجه ضربة قاصمة إلى مخططاتهم، ويضع حدًا نهائيًا لأحلامهم في السيطرة على البلاد.
واختتم رشاد حديثه بالتأكيد على أن الجماعة الإرهابية أصبحت اليوم في حالة من العزلة الشعبية التامة، مشيرًا إلى أنها فقدت مصداقيتها بشكل كامل ولم يعد لها أي قدرة على التأثير في الرأي العام، في ظل التماسك القوي بين الشعب والدولة. وأضاف أن هذا التماسك هو الدرع الحقيقي الذي يحمي الوطن من أي مخططات خارجية أو داخلية تستهدف أمنه واستقراره.