كشف تقرير لبنك الاستثمار العالمى مورجان ستانلى أن أسعار الأسهم الأمريكية ستكون أكثر تأثرًا بالعوامل الموضوعية فى ٢٠٢٥، وفى مقدمتها ربحية الشركات، أكثر من تأثرها بالموجة السائدة، أى زخم شراء أسهم شركات التكنولوجيا وأشباهها بغض النظر عن معطيات السوق.
وقال التقرير الذى كتبته المحررة ليز شاليت إن أداء الأسهم الأمريكية الباهت فى ديسمبر ٢٠٢٤ يشير إلى أن قوة الزخم قد تتلاشى فى عام ٢٠٢٥، خاصة مع التشديد المحتمل فى المالية العامة فى أمريكا.
أكدت أنه مع بداية عام ٢٠٢٥، من المرجح أن يتذكر المستثمرون موضوعين رئيسيين ساعدا فى تمكين مؤشر S&P ٥٠٠ على تحقيق عائد يزيد على ٢٠٪ للعام الثانى على التوالى فى عام ٢٠٢٤: أولهما الأداء المتفوق المركّز لأسماء شركات التكنولوجيا العملاقة السبعة، وهيمنة الأسهم الأمريكية على الأسواق العالمية الأخرى.
لكن قد يتجاهل المستثمرون الدور الضخم الذى لعبه «عامل الزخم» فى تقدم السوق فى عام ٢٠٢٤، وذلك يشكل خطورة. وأشارت إلى أن «الزخم» يعنى الرهان على ميل الأسهم التى حققت أداءً جيدًا مؤخرًا إلى الاستمرار فى الارتفاع فى الأمد القريب، غالبًا وسط ظروف مالية سهلة مثل تلك التى سادت لمعظم العام الماضى، ودون مراعاة أن الموقف المالى سيتغير.
قالت إنه فى حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ بنحو ٢٣٪ فى عام ٢٠٢٤، فإن الأسهم ذات أقوى زخم على مدار ١٢ شهرًا (أى تلك التى ترتفع بشكل أسرع من المتوسط العام) ارتفعت بنسبة غير عادية بلغت ٥٨٪ للعام المنصرم، حيث تفوق الزخم على جميع «العوامل» الأخرى، بما فى ذلك الأسهم الموجهة نحو النمو والقيمة، بما لا يقل عن ٣٨ نقطة مئوية.
وأضافت: عندما يدفع الزخم مكاسب الأسهم بهذه القوة، فهذا يشير إلى أن المستثمرين يطاردون بشغف اتجاهات السوق وربما يتجاهلون مخاطرها، خاصة إذا كانت الظروف المالية قد تصبح أكثر تشددًا.
أوضح التقرير أن لجنة الاستثمار العالمية فى مورجان ستانلى تنبّه إلى منطقتين مثيرتين للقلق: أولاهما جيوب الضعف الكامنة، أى عندما يقود المستثمرون مكاسب السوق من خلال التزاحم على أسماء الشركات الرائدة، فقد يشوه ذلك تصورهم للتفاوت فى الأداء تحت سطح السوق الإجمالية.
وعلى سبيل المثال، على الرغم من أن مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ حقق مكاسب بنسبة ٢٣٪ بشكل عام، إلا أن حوالى ثلث أسهمه انخفضت بالفعل خلال العام.
وفى الأسواق التى يحركها الزخم، قد يرفع المستثمرون أيضًا أسهمهم بسرعة دون مكاسب متناسبة مع ربحية الشركة. على سبيل المثال، يخفى عائد سعر مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ البالغ ٦٥٪ على مدار العامين الماضيين نموًا باهتًا فى الأرباح بنسبة ٧.٦٪ فقط. تساءل التقرير فى ضوء تلك الحقائق: هل يتلاشى الزخم؟.
وأُجيب بأنه فى ضوء ذلك، ينبغى للمستثمرين أن يفكروا بجدية فى حقيقة أن الأسهم انخفضت، وخاصة الأسهم الرائدة فى السوق، طوال شهر ديسمبر، حيث قد يكون ذلك نذيرًا للأشياء القادمة فى عام ٢٠٢٥.
وفقًا لأحد المقاييس، انخفضت الأسهم المدفوعة بالزخم بنسبة ٤.٥٪ خلال الشهر، وهو أداء أقل من المؤشر الإجمالى، الذى انخفض بنسبة ٢.٥٪. وإذا كان الزخم يتلاشى، فهذا يشير إلى أن السوق قد تتحول من مرحلة «الحلم» التوقعى، مدفوعة بتوقعات المستثمرين وتفاؤلهم بشأن إمكانات النمو المستقبلية، إلى مرحلة «قدّم لى إمارة أو علامة»، حيث تكون قدرة الشركات على تحقيق أهداف الأرباح أكثر أهمية من أى عامل آخر.
نبّهت لجنة مورجان ستانلى للاستثمار إلى أنه يجب على المستثمرين على المدى الطويل التركيز على إعادة التوازن فى محافظهم والانتباه إلى أسهم الشركات المالية وشركات الطاقة والعقارات والشركات الصناعية التى تنتج سلعًا للسوق المحلية.