تشهد سماء مصر اليوم الأحد، حدوث ظاهرة فلكية بديعة، حيث يصل كوكب المريخ إلى اقرب مسافة من الأرض (الحضيض) 95،742،637 مليون كيلومتر في ظاهرة تحدث كل عامين تقريبًا.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، في بيان لها عبر حسابها على صفحة «فيسبوك»، أن وصول المريخ إلى أقرب مسافة من الأرض يرتبط بشكل شبه متزامن مع ظاهرة أخرى تسمى التقابل عادة بفاصل زمني يصل بضعة أيام حاليًا بسبب أن مداري الأرض والمريخ حول الشمس ذلا شكل اهليجي وليست دائرية وليسا على نفس المستوى بالضبط، مضيفة أن الفاصل الزمني بين تقابل المريخ وأقل مسافة له من الأرض يمكن أن تصل إلى 8 ايام ونصف يوم كما حدث عام 1969، أو أقل من 10 دقائق كما سيحدث في (2208 و2232).
وأكدت أنه نظرًا لأن حجم وإضاءة كوكب المريخ تزداد في سماء الليل عندما يكون قريب من الأرض، فإن الأيام القريبة من الحضيض تمثل أفضل وقت لرصده إضافة إلى أن لمعانه حاليًا يفوق كل النجوم.
وأضافت أن هذا التأثير واضح لأن المريخ قريب من الأرض في النظام الشمسي حيث يدور بعيدًا عن الشمس قليلًا منا على مسافة متوسطة تبلغ 227،388،763 كيلومتر، ونتيجة لذلك له أكبر تباين بين جميع الكواكب في المسافة التي تفصله عن الأرض اعتمادا على ما إذا كان الكواكب على جانبي الشمس أو يمران بجانب بعضهما.
وأشارت إلى أن وصول المريخ إلى الحضيض ليس حدثًا نادراً بل يتكرر بشكل دوري ولكن التواريخ والمسافات تختلف من مرة إلى أخرى ولكن وحتى عندما يكون المريخ في الحضيض، فإنه لا يزال بعيدًا جدًا عن الأرض.
وسوف يرصد المريخ بالأفق الشمالي الشرقي بعد بداية الليل وسيبقى مشاهداً إلى فجر اليوم التالي ويجب التأكيد بأنه بالرغم من أن المريخ سيكون في أقرب مسافة من الأرض فإنه سيظهر للراصد بالعين المجردة كنقطة ضوئية برتقالية مائلة للحمرة ولمعانه (-1) ومن خلال المناظير يمكن رؤيته كقرص ضوئي.
وأكدت الجمعية أنه تعتبر هذه فرصة للبحث عن أقمار المريخ الصغيرة جدًا (فوبوس) يبلغ قطره حوالي 22.2 كيلومتر ولكنه اكبر 7 مرات من القمر الثاني (ديموس) الذي يبلغ قطره حوالي 12.4 كيلومتر وكليهما ليس دائري الشكل ونادرًا ما تُرى في صور الكوكب الأحمر والتي يعتقد بأنها أقرب ما تكون إلى كويكبات أكثر منها أقمار كبيرة مثل قمر الأرض، ويحتمل أن المريخ قبض عليها بقوة جاذبيته.
كما يعتبر المريخ الكوكب الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض أما عطارد فهو صغير جداً في حين أن الكواكب الأخرى مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئياً بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء.
كيفية رؤية المريخ
ولرؤية تفاصيل قرص المريخ يحتاج الراصد لاستخدام تلسكوب مقاس 8 بوصة واكبر ويفضل استخدام مرشحات لونية مناسبة لتحسين الرصد، حيث سيعزز الفلتر الأخضر أو الأزرق القبة القطبية، ويعمل الفلتر الأحمر أو البرتقالي على تحسين التفاصيل الداكنة، إلى جانب استخدام عدسة تكبير (بارلو) التي تربط بالعدسة العينية للتلسكوب لتحسين الرؤية.
كما يمكن رؤية مناطق مظلمة ومناطق فاتحة على قرص المريخ بسبب الاختلافات في عكس الضوء، حيث تمثل المناطق الفاتحة الصحاري في حين أن المناطق الأكثر قتامه الصخور، بالإضافة إلى ذلك، تتألق القبة القطبية الشمالية للكوكب بشكل لامع وواحتمال رؤية غيوم زرقاء تنتشر فوقه وسبب لونها الأزرق أنها تتكون من بلورات جليدية من الماء وثاني أكسيد الكربون التي تبعثر الأطوال الموجيه القصيرة الزرقاء من ضوء الشمس، علما بأن الأمطار لا تتساقط على المريخ لأن غلافه الجوي رقيق ودرجات الحرارة المنخفضة والضغط تعني بأن الماء لا يمكن أن يوجد هناك إلا على شكل بخار أو جليد.
ونظراً لأن الأرض تدور حول محورها أسرع بحوالي 40 دقيقة مقارنة بالمريخ فمن الممكن على مدى أسابيع قليلة قادمة رؤية العديد من المعالم السطحية بواسطة التلسكوب فقط، وعند رصد المريخ من موقع مظلم وسماء صافية خالية من وجود القمر، فهناك فرصة لرؤية أقمار المريخ فوبوس وديموس من خلال التلسكوب إلا أنها غير مرئية للعين المجردة.
وتابعت، أن الأسابيع المقبلة ستمنح الفرصة لرؤية معالم مختلفة لسطح المريخ أثناء دوران الكوكب حول محوره، وعلى عكس أغلب الأحداث الفلكية التي تستمر لفترة قصيرة أو لليلة واحدة، ستوفر فترة هذا الحدث العديد من الفرص للرصد المتكرر وتحسين مهارات الرصد، كما يمكن أيضاً استخدام تطبيقات الهواتف الذكية للمساعدة على تحديد موقع الكواكب في السماء.