متابعات ـ إيهاب السيد
في أجواء اتسمت بالبهجة والفرح، احتفلت وزارة السياحة والآثار بعيد الآثاريين المصريين بأمسية شهدها المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والتى استهلها السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار بكلمة رحب خلالها بالسادة وزراء السياحة والآثار السابقين الدكتور خالد العناني المرشح لمنصب مدير عام اليونسكو والدكتور زاهي حواس والدكتور ممدوح الدماطي، والنائب الدكتور محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس النواب وقيادات الوزارة وأساتذة الجامعات المصريين والأجانب ومديري معاهد الآثار الأجنبية بالقاهرة والآثاريين أصحاب العيد اليوم وبجميع الحاضرين، معرباً عن سعادته بتواجده اليوم لأول مرة منذ توليه منصب وزير السياحة والآثار، مع هذا الجمع من الآثاريين والمرممين المصريين للاحتفال بعيد الآثاريين المصريين هذا العام، مقدماً لهم التهنئة بهذه المناسبة، والشكر والتقدير على ما يبذلونه من جُهدٍ كبيرٍ والعمل بإخلاص للحفاظ على آثار مصر، مؤكداً على أن تفانيهم في مهمتهم الشاقة هو ما يحافظ على تاريخنا العظيم.
وأكد الوزير على أن الوزارة تضع تحسين الأوضاع الوظيفية للعاملين يها على رأس أولوياتها حيث أنها لا تدخر جهداً لتحقيقه وفقاً للموارد المتاحة لديها حيث شهد هذا العام بعض الإجراءات في هذا الاطار وسوف يتم تحقيق المزيد في المستقبل القريب.
كما تحدث الوزير عما تشهده مصر من تطورات في قطاع السياحة والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقطاع الآثار حيث أنه لم يكن أن تستقبل مصر 15.7 مليون سائح خلال عام 2024 دون وجود هذا الزخم من الآثار المتفردة، فالآثار المصرية تمثل جزءاً عظيماً من منتج السياحة الثقافية بالمقصد السياحي المصري.
وأشار شريف فتحي إلى أن هذا الإنجاز الذي حققته مصر في القطاع السياحي ما يكن أن يتحقق دون الدعم الكبير الذي توليه الدولة المصرية لقطاعي السياحة والآثار والحكمة من القيادة السياسة في تحقيق هذا الاستقرار السياسي الموجود في مصر والذي شجع السائحين لزيارة مصر.
كما أشار إلى الاهتمام والدعم الكبير الذي يوليه دولة رئيس مجلس الوزراء واللجنة الوزارية لتشجيع الاستثمار السياحي في مصر، وبما يقلل من البيروقراطية ويعمل على التنسيق بين الوزرات فيما بينها.
كما ثمن على أن تحقيق هذا الرقم القياسي جاء أيضاً ثمرة الجهود الحثيثة للعاملين بوزارة السياحة والآثار والقطاع السياحي الخاص في مصر، إلى جانب جهود زملائه من الوزراء السابقين.
وتحدث الوزير عن أن تحسين تجربة السائح بالمقصد السياحي المصري لاسيما المواقع الأثرية هي أحد أولويات الوزارة مشيراً إلى ما تم تحقيقه بمنطقة أهرامات الجيزة الأثرية من تطوير ورفع كفاءة الخدمات السياحية المقدمة بها، لافتا إلى أن شهر فبراير سوف يشهد إكتمال هذه الخدمات وتوفير ما يستحقه الزائر من تجربة سياحية متميزة بها.
كما أشار إلى ما تم تقديمه من خدمات تكنولوجية بالمواقع الأثرية والمتاحف في إطار استراتيجية الوزارة للتحول الرقمي ومنها تقنية الواقع المعزز لبعض القطع الأثرية بالمتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، مؤكداً على أن الفترة القادمة سوف تشهد المزيد من توفير مثل هذه الخدمات التي تستخدم وسائل التقنية الحديثة.
وأعرب الوزير خلال كلمته عن سعادته بما يتم اكتشافه من آثار على مستوى الجمهورية مما يساعد على الكشف عن المزيد عن تاريخ الحضارة المصرية العريقة من بينها الكشف الأخير الذي قامت به البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس بالأقصر، مؤكداً عن كامل ثقته في الآثاريين المصريين في الكشف عن المزيد وخاصة أن مصر عامرة بالآثار المختلفة الحقب الزمنية.
وعن ملف استرداد الآثار نوه الوزير إلى أن مصر تعمل بكل جهدها للمطالبه باسترداد الآثار التي خرجت منها بطريقة غير شرعية وقد استطاعت مصر من استرداد العديد منها خلال الفترة الماضية.
ووصف الوزير المتحف المصري الكبير بالصرح العظيم الذي يستحق منا كل الفخر مؤكداً على ما توليه الدولة المصرية من اهتمام لهذا المتحف، لافتا إلى أنه جاري الإعداد الكامل للافتتاح الرسمي له.
وفي نهاية كلمته أعرب شريف فتحى عن آماله في تحقيق المزيد من الانجازات في قطاعى السياحة والآثار متوجها بالشكر للدكتورة لمياء زايد رئيس دار الاوبرا المصرية على الجهود التي قامت بها مع فريق عملها وحرصها على إنجاح هذه الأمسية، كما توجه بالشكر لكل من ساهم في خروجها بالشكل اللائق، وزملائه من الوزراء السابقين مؤكداً على أن أي نجاح يتم تحقيقه حالياً هو جهد جماعي وثمرة تراكم الانجازات.
وحرص شريف فتحي على تكريم عدد من رموز العمل الأثري من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار من آثاريين ومرممين ومهندسين وإداريين وعمال حفائر وخفراء وكذلك أساتذة الآثار بالجامعات المصرية.
و حرص الوزير أيضاً على تكريم خاص وتقديم جزيل الشكر والتقدير للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق والمرشح لمنصب مدير عام اليونسكو على مجهوداته التي بذلها خلال توليه حقيبة وزارة الآثار ومن ثم وزارة السياحة والآثار والتي أبرزتها العديد من الإنجازات في قطاعى السياحة والآثار، متمنياً له نيابة عن سيادته وعن كافة العاملين بالوزارة التوفيق والسداد فيما هو قادم.
ومن جانبه وجه الدكتور خالد العناني الشكر إلى الوزير شريف فتحي على تكريمه له متمنياً له دوام التوفيق في قيادة وزارة السياحة والآثار، كما وجه الشكر للعاملين بالوزارة على دعمهم الدائم وعملهم الدؤوب على مدار ست سنوات ونصف فترة توليه الوزارة.
وفي كلمته، التي ألقاها بالأمسية، استعرض الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ما حققه المجلس خلال العام الماضي من إنجازات في مجال العمل الأثري حيث شهد العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة وأعمال ترميم الآثار وفي مجال المتاحف والمخازن المتحفية والتسجيل الالكتروني لجميع القطع الاثرية، بالإضافة إلى المجهودات المبذولة لرفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين في المتاحف والمواقع الأثرية علاوة على تطبيق منظومة الحجز الالكتروني للتذاكر والبوابات الرقمية للعديد من المواقع الأثرية والمتاحف بمختلف أنحاء الجمهورية.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على ما يبذله المجلس الأعلى للآثار من جهد لدعم أبنائه من العاملين به وتحسين أوضاعهم الوظيفية والمالية وحل مشاكلهم العالقة في ظل الموارد المالية المتاحة، واصفاً إياهم بحجر الزاوية لكل ما يحققه المجلس من نجاحات بمجال العمل الأثري.
كما استعرض ما تم من إجراءات خلال العام الماضي لتطوير العمل بالمجلس الأعلى للآثار حيث تم تفعيل الهيكل الإداري التنظيمي بشكل جزئي ويتم العمل حالياً على تفعيله بشكل كلي والإعلان عن شغل الوظائف القيادية، كما تم ترقية أكثر من 5000 موظف وإقرار العلاوة التشجيعية لأكثر من 3000 موظف بالإضافة إلى إقرار حافز ال 5% لأكثر من 2000 موظف.
كما أشار إلى حرص المجلس على إكساب العاملين به المزيد من الخبرات العملية والدولية حيث شارك العديد من المرممين والآثاريين في مرافقة المعارض الأثرية المقامة بالخارج وجاري عمل الاختبارات الشخصية لأكثر من 950 أثاري من قطاع الآثار الإسلامية وفي غضون الأسابيع القادمة سوف يتم اختبار الآثاريين من قطاع الآثار المصرية لمرافقة المعارض الخارجية وسوف يتم الإعلان عن نتيجة المعارض فور الانتهاء منها.
وأشار إلى أنه تم إقرار زيادة لمرافقة البعثات الأجنبية و زيادة قيم الأجور اليومية للعاملين على بند أجر نظير عمل مساوياً لنظرائهم المعينين على الدرجات المالية.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنه بالأمس ورد للمجلس موافقة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة على تعديل الشكل التعاقدي لمؤقتي المجلس المتعاقدين على الباب السادس والعاملين بند أجر نظير عمل (السراكي) نقلاً إلى الباب الأول أجور، تمهيداً لتثبيتهم على درجات مالية دائمة بموازنة المجلس.
كما توجه بالشكر والتقدير لمعالي وزير السياحة والآثار السيد شريف فتحي لحرصه على الحفاظ على الآثار وعلى حقوق العاملين بالمجلس حيث أصدر قراراً بتشكيل لجنة من وزارة السياحة والآثار وممثلي وزارة المالية لدراسة مستحقات العاملين بالمجلس الأعلى للآثار.
وفي نهاية كلمته توجه بالشكر للحضور وخالص تقديره للزملاء على جهودكم في عملهم متمنياً لهم دوام التوفيق والتقدم، مؤكداً ثقته على تكاتف جميع الجهود لانجاح وتطور ورقي المجلس الأعلى الآثار.
كما ألقي عالم الآثار الدكتور زاهي حواس كلمة خلال الاحتفالية، أشار فيها إلى المجهودات التي تم بذلها لتدريب العنصر البشري منذ توليه منصب الأمين العام للمجلس الآثار في عام 2002، لافتا إلى فكرة اختياره ليوم 14 يناير ليكون عيداً للآثاريين، معرباً عن أمنياته بأن يحتفل الآثاريين بأنفسهم كونهم جزء لا يتجزأ من الاكتشافات الأثرية وأعمال الترميم التي تتم بالآثار والحفاظ على تراث مصر الحضاري.
وأشار إلى أن جائزة زاهي حواس هذا العام قد زاد مقدارها عن العام الماضي، معلناً أن العام القادم سوف يتم رفع قيمة الجائزة إلى ٢٠ ألف جنيه لتصبح لحارس آثار أو عامل حفائر أو مرمم من عمال الترميم إلى جانب أفضل 2 آثاريين وأفضل مرمم، لافتاً أن مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث سوف تقوم بدعم هذه الجائزة سنويا خلال كل عيد للآثاريين مدي الحياة.
وعقب الإنتهاء من فعاليات التكريم بدأت فقرات الأمسية والتي تضمنت فقرات غنائية لفرقة الموسيقي العربية أبدع مؤديها باقة من أجمل الأغاني المصرية لكبار الفنانين المصريين.
وقد شارك في الحضور يمني البحار نائب وزير السياحة والآثار والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير والدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية والأستاذ أحمد عبيد مساعد وزير السياحة والآثار والوكيل الدائم والدكتورة نشوى جابر نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية والسفير خالد ثروت مستشار الوزير للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، والأستاذ محمد عامر مدير الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة البحرية والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار والأستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتورة الهام فودة مدير عام الإدارة العامة للاتصال السياسي والشئون البرلمانية بالوزارة، كما حضر الأمسية الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق.