دعا الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، إلى منح السير مجدي يعقوب جائزة نوبل، مشيرًا إلى أن الابتكار الجديد لصمامات القلب البشرية، الذي قدمه يعقوب وفريقه العلمي، يُعد إنجازًا غير مسبوق في مجال طب القلب والجراحة. وقال شعبان: “أعتقد أنه قد آن الأوان لتكريم السير مجدي يعقوب بجائزة نوبل. هذا العالم الجليل الذي قاد فريقه لابتكار صمامات قلب بشرية قادرة على النمو والتكيف مع جسم المريض، ما يمنح أملًا حقيقيًا لملايين المرضى حول العالم، خاصة الأطفال المصابين بأمراض خلقية.”
وأكد شعبان أن الابتكار يعتمد على آلية فريدة من نوعها، حيث أوضح قائلًا: “التقنية تعتمد على استخدام ألياف خاصة تُزرع داخل جسم المريض، وتتحول تدريجيًا إلى صمام حي يتكون بالكامل من خلايا الجسم نفسه، ما يضمن تكاملًا طبيعيًا للصمام داخل القلب دون الحاجة إلى جراحة إضافية أو تناول أدوية مانعة للتجلط.”
وأضاف: “الصمامات التقليدية، سواء كانت مصنوعة من مواد ميكانيكية أو حيوية مأخوذة من أنسجة الحيوانات، تواجه مشكلات عديدة، مثل قصر عمرها الافتراضي أو الحاجة إلى تناول أدوية دائمة لتجنب التجلطات، ما يثقل كاهل المرضى طوال حياتهم. أما الصمامات الجديدة، فهي تنمو مع المريض وتتكيف مع تطورات جسمه، مما يلغي الحاجة إلى عمليات استبدال الصمام المتكررة.”
ونوه شعبان إلى أهمية هذا الابتكار بشكل خاص للأطفال المصابين بعيوب خلقية في صمامات القلب، حيث قال: “هذا الإنجاز سيحدث ثورة في علاج الأطفال المصابين بأمراض خلقية، إذ أن الصمامات ستنمو مع الطفل وتتكامل مع خلاياه، ما يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى استبدالها مع مرور الوقت. هذا أمر غير مسبوق، وسيُحدث طفرة في جودة حياة هؤلاء الأطفال الذين كانوا يعانون سابقًا من تكرار العمليات الجراحية طوال حياتهم.”
وأشار شعبان إلى أن التجارب الأولية التي أجراها الفريق العلمي بقيادة السير مجدي يعقوب على حيوانات التجارب حققت نتائج مبهرة، موضحًا: “التجارب التي أجريت على الأغنام أثبتت أن الصمامات الجديدة بدأت تعمل بشكل طبيعي خلال أربعة أسابيع فقط، حيث تكوّن أكثر من 20 نوعًا من الخلايا الطبيعية حول الصمام المزروع، مما يعكس نجاح التقنية بشكل مذهل ويؤكد جاهزيتها للتطبيق البشري.”
وأضاف شعبان أن الخطوة التالية تتمثل في إجراء التجارب السريرية على البشر، مؤكدًا: “خلال الـ18 شهرًا القادمة، ستبدأ التجارب السريرية على 50 إلى 100 مريض، بمشاركة نخبة من خبراء جراحة القلب حول العالم. سيتم مقارنة أداء الصمامات الجديدة بالصمامات التقليدية المتاحة حاليًا لمعرفة مدى تفوقها، وأنا على ثقة تامة بأن هذا الابتكار سيحقق نتائج ثورية.”
وتابع شعبان حديثه قائلًا: “هذا الإنجاز حظي بإشادة واسعة من كبار الخبراء في مجال جراحة القلب، حيث وصفوه بأنه الكأس المقدسة التي طال انتظارها في هذا المجال. الابتكار الجديد سيغير مسار علاج أمراض صمامات القلب جذريًا، وسيُحسن جودة حياة الملايين حول العالم، ليس فقط من حيث إطالة العمر، بل أيضًا من حيث تقليل المعاناة والآثار الجانبية الناتجة عن العمليات الجراحية المتكررة.”
واختتم شعبان تصريحاته برسالة واضحة إلى المجتمع العلمي الدولي، قائلًا: “السير مجدي يعقوب رمز للإنسانية والعلم، وقد قدم للبشرية إنجازات لا تُقدر بثمن. الآن، مع هذا الابتكار الذي سيغير حياة الملايين، أطالب وبقوة بمنحه جائزة نوبل تقديرًا لما قدمه من إنجازات علمية وإنسانية طوال مسيرته الطويلة في خدمة مرضى القلب.”