في احتفالية مهيبة نظمتها وزارة الثقافة بدار الأوبرا المصرية، وتحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلقت النسخة الأولى من “يوم الثقافة” الذي جاء ليؤكد على قيمة الثقافة المصرية وأثرها العميق في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز التواصل مع العالم. خلال هذا الحدث الذي شهد حضورًا واسعًا من شخصيات بارزة في مجالات متعددة، كرم الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، عددًا كبيرًا من الشخصيات الثقافية المؤثرة، ومن بينهم الدكتور عبد المسيح سمعان، أحد أبرز رواد الدراسات البيئية في مصر والوطن العربي.
تكريم الشخصيات المؤثرة في الحياة الثقافية
استهلت الاحتفالية بالسلام الوطني، أعقبه تقديم الفنان فتحي عبد الوهاب للحفل الذي أخرجه الفنان خالد جلال، رئيس قطاع المسرح. وشهدت الفعالية تكريم مجموعة من المبدعين الذين ساهموا في إثراء الثقافة المصرية خلال عام 2024. تضمنت قائمة المكرمين المرشحين من لجان المجلس الأعلى للثقافة، والمرشحين من النقابات الفنية، إلى جانب تكريم أسماء الراحلين الذين فقدتهم مصر خلال العام، والذين تركوا بصمة واضحة في مجالاتهم.
جاء على رأس قائمة المكرمين الدكتور عبد المسيح سمعان، الأستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، تقديرًا لمسيرته العلمية الزاخرة وإسهاماته في نشر الوعي البيئي ودعم التنمية المستدامة.
كلمة وزير الثقافة
في كلمته خلال الحفل، قال الدكتور أحمد فؤاد هَنو:
“على أرضٍ صاغت التاريخ، وجمعت بين جنباتها شتى صور الإبداع، يتجدد لقاؤنا اليوم لنحتفي بكنز مصر الأعظم، الذي لا يفنى ولا ينضب، ثقافتها التي تروي نبت الحضارة عبر العصور، وبصُنَّاع الهوية، تلك النجوم الساطعة التي أضاءت بوهج إبداعها سماء العالم شرقًا وغربًا، حيث نضع اليوم، اللبنة الأولى ليوم “الثقافة المصرية” الذي حَظِيَ برعاية كريمة من فخامة الرئيس، عبد الفتاح السيسي، الذي يحرص دائمًا على تعزيز مكانة الثقافة المصرية باعتبارها أساسًا للهوية الوطنية، وجسرًا للتواصل مع العالم.”
وأضاف الوزير:
“لقد حرصنا أن يكون هذا اليوم احتفاءً بثقافة مصر بجميع روافدها وأطيافها التي تتنوع بين الموسيقى والغناء، الآداب، الإنشاد، الفنون التشكيلية، العمارة، التمثيل، الشعر، التراث؛ تلك الأعمدة الراسخة التي تتضافر معًا لتشكِّل الشخصية المصرية المتفردة؛ تلك الشخصية التي قدَّست الكتابة منذ فجر التاريخ، وألهمت البشرية الفنون، وسجَّلت مآثرها الخالدة بالرسم على جدران المعابد وصفحات البردي.”
وتابع الوزير حديثه قائلاً:
“إن خروج هذا اليوم إلى النور لم يكن أمرًا يسيرًا، بل كان حلمًا لطالما راودنا، وسؤالًا ظل يتردد: من نُكرِّم على هذه الأرض الخصبة التي تُنبت إبداعًا لا ينضب؟، وكيف نحتفي بأبناء وطن ينجب كل يوم مبدعين عظماء؟ وهنا كان القرار بإتاحة الفرصة وفتح المجال للمبدعين أنفسهم ليختاروا الأحق بالتكريم.”
وفي ختام كلمته، أكد الوزير أن هذا اليوم سيصبح تقليدًا سنويًا يهدف إلى إبراز إنجازات المبدعين المصريين، وتخليد أسماء الرموز الفكرية والفنية الذين أسهموا في بناء ثقافة مصر الحديثة.
كما أعرب عن تقديره للفنان محمد منير الذي اعتذر عن حضور الحفل لأسباب صحية، معلنًا عزمه زيارة الفنان الكبير في مقر إقامته وتسليمه التكريم شخصيًا، امتنانًا لما قدمه من عطاء فني كبير.
عروض فنية واستعراضية متنوعة
شهدت الاحتفالية تقديم عدد من العروض الفنية المبهرة التي أضفت أجواء احتفالية بهيجة على يوم الثقافة الأول، حيث شاركت فرقة رضا للفنون الشعبية التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية في تقديم فقرات استعراضية متنوعة، شملت: “حلاوة شمسنا، حجالة، موشح عجبا لغزال، سماح النوبة (تحطيب)، موشح غريب الدار، النوبة”.
كما قدمت دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتورة لمياء زايد، عرضًا غنائيًا ضم مجموعة من أغاني الزمن الجميل، أداها نخبة من فناني الأوبرا، وهم: أحمد عبد الكريم، حسام حسني، صابرين النجيلي، وياسر سليمان، حيث نالت هذه الفقرات استحسان الحضور وأضفت لمسة إبداعية على فعاليات الحفل.
احتفاء خاص بالدكتور عبد المسيح سمعان
كان لتكريم الدكتور عبد المسيح سمعان خلال الحفل وقع خاص، حيث أُعلن عن تكريمه تقديرًا لدوره الرائد في مجال الدراسات البيئية، وإسهاماته في نشر الوعي البيئي وتطوير التعليم الأكاديمي في مصر. يُعد الدكتور عبد المسيح أحد أهم الرموز الأكاديمية في الوطن العربي، وقد ترك بصمة واضحة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
يُذكر أن الدكتور عبد المسيح سمعان لعب دورًا بارزًا في تطوير العديد من المشروعات البيئية وتدريب الأجيال الجديدة من الباحثين، وهو ما أهّله ليكون أحد أبرز الشخصيات المكرمة خلال هذه الاحتفالية.
ختام الاحتفالية
اختتمت الاحتفالية وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بما قدمه المكرمون من إسهامات بارزة في مجالاتهم، حيث أكد الحضور على أهمية استمرار هذا التقليد السنوي ليكون منصة لتكريم المبدعين وتسليط الضوء على إنجازاتهم التي تساهم في إثراء الحياة الثقافية والفكرية في مصر.