في إطار الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد وفق التقويم الشرقي، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهنئة رسمية إلى جميع المسيحيين الأرثوذكس في روسيا وجميع المواطنين الروس الذين يحتفلون بهذه المناسبة الدينية الهامة. وقد تضمنت رسالة الرئيس إشادة خاصة بالدور الكبير الذي تلعبه الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والطوائف المسيحية الأخرى في تعزيز الوحدة الوطنية وحفظ القيم الأخلاقية في المجتمع.
عيد الميلاد: فرح وأمل للأجيال
قال بوتين في رسالته: “هذا العيد المشرق والمُنتظر بفارغ الصبر عزيز على قلوب ملايين الناس حول العالم. فهو يمنح المؤمنين الفرح والأمل، ويلهمهم بأفكار وأعمال صالحة.” وأكد على أهمية عيد الميلاد كفرصة لإعادة إحياء روح المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة تبرز أهمية التقاليد الأسرية والعائلية التي يتم تناقلها من جيل إلى جيل.
وأضاف بوتين أن احتفالات عيد الميلاد تعزز الشعور العميق بأهمية الروابط الأسرية، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك قائم على القيم الإنسانية الراسخة التي تحث على المحبة والرحمة.
دور الكنيسة في توحيد الشعب وحفظ التراث
وتابع الرئيس بوتين بالحديث عن الدور الإيجابي الذي تضطلع به الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في المجتمع، قائلاً: “الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والطوائف المسيحية الأخرى تلعب دورًا إبداعيًا هائلًا في توحيد الشعب، والحفاظ على ذاكرتنا التاريخية وتراثنا الثقافي والروحي الفريد.”
وأكد بوتين أن الكنيسة لا تقتصر جهودها على الجانب الديني فقط، بل تساهم أيضًا في تعزيز اللحمة الوطنية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها روسيا والعالم، حيث تعمل المؤسسات الدينية على غرس المبادئ والقيم الأخلاقية في نفوس الأجيال الناشئة.
إسهام الكنيسة في تعزيز القيم المجتمعية
أشاد بوتين بالدور الحيوي الذي تلعبه المنظمات الدينية في دعم الأسرة وتربية الأجيال الجديدة، موضحًا أن الكنيسة تقوم بدور فعال في غرس القيم المجتمعية الراسخة، مثل الاهتمام بالآخرين، والرحمة، والتعاطف، ودعم المحتاجين. وقال في هذا السياق: “تسهم المنظمات الدينية إسهامًا كبيرًا في تعزيز مؤسسة الأسرة، وتربية الشباب، وترسيخ القيم والمثل الأخلاقية الدائمة في المجتمع، مثل رعاية الآخرين، والرحمة، والتعاطف، ودعم المحتاجين إلى المساعدة والرعاية.”
وأوضح الرئيس أن العمل الذي تقوم به الكنيسة والمؤسسات الدينية لا غنى عنه في بناء مجتمع يسوده الاستقرار والتلاحم، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تستحق التقدير العميق من الجميع.
تمنيات بالخير والصحة للجميع
واختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالته بتقديم أطيب التهاني والتمنيات لجميع المحتفلين بعيد الميلاد المجيد، قائلاً: “أتمنى للمسيحيين الأرثوذكس ولكل المواطنين الروس المحتفلين بعيد الميلاد دوام الصحة والخير.”
احتفال تقليدي يعكس روح الوحدة الوطنية
يُذكر أن عيد الميلاد في روسيا يُعد من المناسبات الدينية الكبرى التي تحتفي بها الدولة رسميًا وشعبيًا، حيث تشهد الكنائس في جميع أنحاء البلاد قداسات خاصة بهذه المناسبة، وسط أجواء من الفرح والتآخي. ويُنظر إلى هذا العيد على أنه فرصة لتعزيز روح الوحدة الوطنية، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تلعبه الكنيسة في حياة المواطنين الروس.
وتأتي تهنئة الرئيس بوتين في ظل حرص القيادة الروسية على دعم القيم الدينية والتقاليد الروحية التي تسهم في بناء مجتمع قوي متماسك قادر على مواجهة التحديات.
بهذه الكلمات الدافئة، يؤكد الرئيس الروسي أهمية الدور الذي تلعبه الكنيسة في تعزيز الاستقرار المجتمعي وغرس القيم الإنسانية، مما يجعل عيد الميلاد المجيد فرصة لتعزيز الأمل والمحبة بين أفراد المجتمع الروسي.