متابعات ـ إيهاب السيد
مع تزايد المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، كشف استطلاع رأي حديث عن تسابق الشركات حول العالم لتعزيز استراتيجيات الأمن السيبراني الخاصة بها. ففي دراسة جديدة، كشفت شركة الأمن السيبراني كاسبرسكي أن 92% من متخصصي تكنولوجيا و أمن المعلومات في الشرق الأوسط، وتركيا، وإفريقيا يتوقعون تزايد استخدام مصادر التهديد الخبيثة للذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين.
ويدفع هذا التهديد المتزايد المنظمات لإعطاء الأولوية لخبرتها في مجال الدفاع السيبراني، حيث تلجأ العديد منها لموردي الأمن السيبراني للحصول على الدعم المتخصص والتدريب.
في دراستها الأحدث بعنوان «الدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي: هل أنت مستعد لحماية منظمتك؟» جمعت كاسبرسكي رؤى من متخصصي تكنولوجيا المعلومات و أمن المعلومات عبر الشركات الصغيرة، والمتوسطة، والكبيرة. وتؤكد النتائج على الحاجة الملحة للاستعداد للهجمات السيبرانية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع 9 من كل 10 مشاركين ارتفاعا كبيرا في الهجمات المعززة ب الذكاء الاصطناعي خلال العامين القادمين.
ولمكافحة هذه التهديدات المتطورة، تولي الشركات أهميةً كبيرةً لخبرات الأمن السيبراني، حيث سلط 94% من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط، وتركيا، وإفريقيا الضوء على أهمية الخبرات الداخلية المتنامية من خلال تدريب الموظفين داخلياً، بينما أكد 93% منهم على الحاجة للخبرة الخارجية التي يقدمها مزودو خدمات الأمن السيبراني. وتشمل هذه الحاجة قطاعات تمتد بدايةً من البيع بالتجزئة وانتهاءً بالبنية التحتية الحيوية، مما يؤكد الطلب العالمي للحماية المتقدمة من التهديدات.
لتعزيز الحماية السيبرانية، تعمل الشركات بنشاط على دمج الخبرات الداخلية والخارجية. وفي الوقت الحالي، تخطط 36% من الشركات العالمية لنشر الدعم الخارجي أو تنفيذه للتكيف مع مشهد التهديدات المتطور، بينما تعتمد 34% من الشركات على مبادرات التدريب الداخلية لذات الغاية.
وبجانب ما سبق، تستخدم 61% من الشركات في منطقة الشرق الأوسط، وتركيا، وإفريقيا خبرات الأمن السيبراني الخارجية مسبقاً، بينما تمتلك 62% منها برامج تدريبية، مما يؤكد اتباعها لنهج مزدوج في تعزيز حمايتها.
يمكن أن تتمثل خبرة مزودي خدمات الأمن السيبراني في أشكال مختلفة، بدايةً من الخدمات المهنية المتخصصة التي تساعد المنظمات على نشر حلول الحماية خاصتها، وانتهاءً بمراكز الخبراء المتقدمة التي تركز على تحديات أمنية محددة. وأحد هذه المراكز هو مركز أبحاث كاسبرسكي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والذي يجمع جهود البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي للشركة، مما يعمق القدرات الوقائية لحلول الأمن السيبراني.
يقول فلاديسلاف توشكانوف، مدير المجموعة بمركز أبحاث كاسبرسكي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: «يظهر استطلاعنا الأخير أن الشركات تدرك تماماً التهديد المتزايد للهجمات السيبرانية المدعومة ب الذكاء الاصطناعي وتتطلع لتعزيز حمايتها من خلال حلول شاملة، بما يشمل استخدام خبرة مزودي الخدمات الواسعة في مجال الأمن السيبراني. ويلعب مركز أبحاث كاسبرسكي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً من خلال مساعدتنا على الاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي لتعزيز استراتيجيات الحماية من التهديدات واستكشاف طرق مبتكرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني. كما أنه يمكننا من معالجة المخاوف الأمنية الخاصة ب الذكاء الاصطناعي نفسه، مما يضمن استعداد الشركات لأحدث التهديدات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي».