حمدى رزق يكتب .. حنان منى زكى
تحتاج إلى مشاهدة مسلسل «تحت الوصاية» مجددا بعد الصخب الرمضانى، تستمتع بإداء راقٍ لايؤذى عينيك ولايستفز أعصابك، لاتحتاج إلى الريموت تنساه تماما .
فى هدوء تتسلل إليك «منى زكى» فى دور تفصيل «هاند ميد»، مفعم بالمعاناة، كم من المشاعر الحزينة تثير الشجن ضفرها بنعومة الثنائى «شرين وخالد دياب».
طبيعية الاداء دون انفعالات صاخبة، ودون مساحيق فاقعة، تشعر بها هامسة دون أن تثير ضجة، تلمس برقتها مواطن الحزن الساكن فينا ليلا ونهارا.
الكبيرة فنا «منى زكى» حولت الورق المكتوب بنعومة تحت إدارة المخرج المبدع «محمد شاكر خضير» برقة إلى عزف ناى حزين ينساب رقراقا إلى أعماقك.
القصة والحبكة متوافرة فى مجتمع الصيادين، وحولها نخبة من الموهوبين سيما العم «رشدى الشامى»، فصار مسلسل «تحت الوصاية» حالة خاصة، بطلتها المتفردة إبداعا، «منى زكى».
نضوج لافت، تمكن من أدواتها التعبيرية، تتساءل كيف ضبطت بوصلتها على الدور الصعب، أم لطفلين تسعى جاهدة فى مواجهة مجتمع ذكورى بهدف الحفاظ على حضانة أولادها، حتى لو كان ذلك يحتم عليها أن تصبح «صيادة سمك» فى مجتمع لايسع النساء.. حكرا على الرجال.
امرأة فريدة من نوعها، تعانى لكنها قوية، تواجه تغولا ذكوريا بصبر وأناة، وتنسج قضيتها الإنسانية بدأب وإصرار يشع من عينيها كالرصاص الحارق فى أعين من ظلمها، فأبدعت دون افتعال فى ترجمة لمرحلة نضج فنى لافت .
«تحت الوصاية». حالة شجن خاصة، تندهك النداهة، تسحبك إلى أعماقها، تومئ فتحدث صخبا، تهمس يتجاوز صدى صوتها أجواز الفضاء .
منى زكى معجونة تمثيل، المادة الخام للموهبة المصقولة على أيدى صائغ رائِق المزاج، يجليها على عينه فتبرق تخطف الأنظار من شدة اللمعان.