متابعات ـ هاني فريد
اعتبرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن التقارب بين روسيا و الصين في الوقت الحالي يثير مخاوف الدول الغربية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأشارت الجارديان في مقال افتتاحي إلى أن العلاقات الوطيدة التي تشكلت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج بدأت تزداد قوة ومتانة على مدار السنوات القليلة الماضية وأصبحت تمثل خطرا يهدد مصالح الدول الغربية.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان إعلان البلدين منذ ما يقرب من ثلاث سنوات أن علاقة الصداقة التي تربط بينهما “لا حدود لها” وذلك قبل أيام من بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، موضحة أنه على الرغم من بعض الفتور الذي طرأ على العلاقات بين الجانبين، إلا أن روابط الشراكة بينهما على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، التي تزداد صلابة، باتت تثير قلق الدول الغربية .
وأشارت إلى تقديرات المعهد الأمريكي للعلاقات الخارجية والتي تؤكد أن العلاقات بين روسيا و الصين تشكل أكبر تهديد للمصالح القومية الأمريكية على مدار ستين عاما، موضحة أن العام الماضي شهد أنشطة عسكرية مشتركة غير مسبوقة بين روسيا و الصين .
وتضيف الصحيفة في سياق متصل أن الولايات المتحدة أعلنت لأول مرة في سبتمبر الماضي أنه من المرجح أن الصين تقدم مساعدات مباشرة لموسكو لتدعيم الآلة العسكرية الروسية في حرب أوكرانيا والتي تتمثل في توفير معدات ذات استخدام مزدوج – مدني وعسكري – إلى جانب استيراد النفط الروسي.
ولفتت الصحيفة إلى أن المواجهة بين الدول الغربية من جانب ومحور الصين وروسيا، والذي تنضم إليه كوريا الشمالية وإيران، يعيد إلى الأذهان من جديد مخاوف اندلاع حرب نووية على نطاق واسع .ِ
وأشار المقال إلى أنه في الوقت الذي تزداد فيه صلابة علاقات التعاون بين روسيا والصن، نجد أن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض تبرز مدى هشاشة العلاقات بين واشنطن والدول الأوروبية والتي تشكل تحديا كبيرا لأمين عام حلف شمال الأطلنطي (الناتو) مارك روته.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشاكل الداخلية في الدول الغربية والتناقضات التي تشوب العلاقات بين الحكومات الغربية ذات النهج الديمقراطي تشجع كل من روسيا و الصين على الاستمرار في تعزيز روابط الشراكة والتعاون.
وتابعت أنه من المتوقع أن يشهد العالم المزيد من الانقسامات خلال عام 2025، موضحة أنه لا يجب على المجتمع الدولي أن يتجاهل تلك الانقسامات أو يعتبرها أمر واقع عليه أن يتعايش معه.