في واقعة صادمة تكشف أبعادًا جديدة عن شبكات الإرهاب وعلاقاتها المشبوهة، أُعلن عن ترقية المدعو علاء محمد عبد الباقي، المصري الهارب من حكم المؤبد في مصر والمدرج على قوائم الإرهاب، إلى رتبة “عقيد” في الجيش السوري التابع لهيئة تحرير الشام (الواجهة الجديدة لتنظيم القاعدة في سوريا). الترقية جاءت بقرار مباشر من الإرهابي أبو محمد الجولاني، زعيم التنظيم، لتؤكد مدى التحالف بين الجماعات المتطرفة التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
من هو علاء محمد عبد الباقي؟
علاء عبد الباقي، المصري الأصل، كان قد صدر بحقه حكم بالمؤبد في قضايا إرهابية داخل مصر، حيث تورط في أنشطة تآمرية تستهدف الأمن القومي. بعد هروبه من مصر، انضم إلى الجماعات المسلحة في سوريا، وبرز كأحد العناصر المؤثرة داخل هيئة تحرير الشام. وها هو اليوم يحصل على “ترقية عسكرية” ليصبح عقيدًا في صفوف جيش الجولاني.
ما الرسالة الموجهة إلى مصر؟
هذه الخطوة تمثل تحديًا صريحًا للدولة المصرية، التي تحارب الإرهاب بكل أشكاله. ترقية إرهابي مدان وهارب إلى رتبة عسكرية عليا هي محاولة لاستفزاز مصر وإظهار أن التنظيمات الإرهابية لا تزال تتحدى الشرعية الدولية. لكنها في الوقت نفسه تسلط الضوء على نجاح مصر في تضييق الخناق على العناصر الإرهابية، مما يدفعهم للجوء إلى أماكن أخرى بحثًا عن الدعم والحماية.
إلى أين يقود هذا التطور؟
الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول موقف بعض الأطراف التي كانت تدعو في السابق لإقامة علاقات دبلوماسية مع تلك الجماعات الإرهابية. أين أصحاب هذه الدعوات الآن؟ كيف يمكن تبرير دعم أو الترويج لعلاقات مع كيان يحتضن عناصر إرهابية هاربة ويمنحها ترقيات عسكرية؟
موقف مصر الحازم
مصر، التي نجحت على مدار السنوات الماضية في القضاء على معظم خلايا الإرهاب داخليًا وتجفيف منابع التمويل والدعم الخارجي، تظل ثابتة في موقفها الحازم ضد هذه التنظيمات. الرسالة المصرية واضحة: لن نسمح لأي كيان إرهابي بتهديد أمننا القومي، ولن نتراجع عن ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا.
الخلاصة
ترقية علاء عبد الباقي إلى رتبة عقيد ليست إلا خطوة تعكس تخبط التنظيمات الإرهابية ومحاولاتها البائسة لاستعادة نفوذها. لكنها تؤكد أيضًا على أهمية الاستمرار في دعم جهود مصر لمحاربة الإرهاب وكشف الوجوه الحقيقية لتلك الجماعات، التي لا تمثل سوى تهديد للإنسانية والسلام العالمي.