بقلم مجد منصور :
هل تعرفون قويسنا؟ بالطبع تعرفونها! فهي ليست مجرد مدينة صغيرة بمحافظة المنوفية، بل تحمل بين أزقتها وقصص أهلها تفاصيل تجعلها مسرحًا مثاليًا للحكايات المدهشة.
قبل أيام، كنت في زيارة خاصة إلى عم سليمان القلشي، ذلك الرجل الذي اختار أن يصنع عالمًا خاصًا به من خلال الكتابة. وجدته في منزله البسيط، جالسًا بهدوء، يخط بيده رواياته التي تعكس نبض المكان وروحه. كان اللقاء دافئًا، لكنه زاد حرارة عندما أهداني روايته الثانية، التي تحمل عنوانًا مثيرًا للاهتمام: “إبراهيم إكا”.
ليلة مع “إبراهيم إكا”
عدت إلى المنزل، وأخذني الفضول مباشرة إلى صفحات الرواية. بدأت بقراءة الفصول الأولى، وكأن شيئًا ما يجذبني بقوة، يمنعني من ترك الكتاب ولو للحظة. أنا، الذي لا أستغني عن كوب قهوة أثناء القراءة، وجدت نفسي عاجزًا عن ترك الرواية حتى لأعد فنجانًا صغيرًا.
مع شروق الشمس، لم أستطع الانتظار، فالتقطت الهاتف واتصلت بعم سليمان. قلت له بحماسة:
“روايتك أكثر من رائعة! تصلح لأن تتحول إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم ذاته”.
ضحك بتواضعه المعهود وقال:
“ده عشان بتحبني بس”.
أجبته بصدق:
“الحب شيء، والرواية شيء آخر. ما كتبته يستحق الإشادة. الرواية مليئة بالإثارة، متماسكة في فكرتها، ومليئة بأحداث جديدة ومترابطة مع الواقع”.
طلب مني القلشي أن أنهي قراءة الرواية بالكامل قبل إصدار حكم نهائي، وكنت بالطبع مستعدًا لذلك، لكنني احتجت إلى قسط من النوم أولًا. وهنا أطلق ضحكته الشهيرة وقال لي:
“قسط ولا فوري؟”.
عن الرواية وأسرارها
رواية “إبراهيم إكا” ليست مجرد عمل أدبي تقليدي؛ إنها نافذة على قلب مركز قويسنا وأحداثه. القلشي اختار أن يروي واحدة من أغرب القصص التي شهدتها مصر في الخفاء، قصة عن الانتخابات المحلية التي تخللتها أحداث تفوق الخيال.
البطل؟ ماسح أحذية بسيط قرر تحدي الواقع والترشح للمحليات بعيدًا عن مظلة الحزب الوطني. ومن هنا، تبدأ دوامة الأحداث، حيث يجد نفسه في قلب معركة أغرب مما يتصور. الرواية تنبض بروح المكان، وتجسد تفاصيل الحياة اليومية بشكل يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش داخلها.
إهداء صغير لعم سليمان
ربما لم أكمل قراءة الرواية بعد، لكنني لم أستطع الانتظار لأعبر عن إعجابي بما قرأت حتى الآن. هذا المقال، أو كما قد يسميه البعض “منشور صغير”، هو تحية صباحية لعم سليمان القلشي، الرجل الذي جعل من قويسنا حكاية تروى وقصة تستحق أن تبقى.
قريبًا، سأعود إلى صفحات “إبراهيم إكا” وأكمل الرحلة، لكن حتى ذلك الحين، أردت أن أشارككم هذا الجزء من الحكاية، لتتعرفوا معي على القلشي وقويسنا وإبراهيم إكا، تلك الشخصيات التي تجسد عبقرية التفاصيل المصرية.