ما يجرى فى المنطقة ومن حولنا من صراعات وأطماع ومخططات ودول تتهاوى وتسقط بسبب أخطاء كارثية لا يخفى على أحد ما يجرى فى المنطقة ومن حولنا من صراعات وأطماع ومخططات ودول تتهاوى وتسقط بسبب أخطاء كارثية من داخل هذه الدول، لم تنتبه إلى أهمية معالجتها خلال العقود الماضية وهناك دول ضاعت ويصعب عودتها من جديد بنفس القوة، وباتت مهددة بالتقسيم وتلاشى قدراتها، وهناك مخطط لتفريغ المنطقة من قوة دولها، وتحويلها إلى أشباه دول أو إلى دويلات، تتصارع فيها طوائف وفرق، وميليشيات وجماعات إرهابية، بل دخل جسدها فيروس الفتن والانقسام والفوضى والتدخلات الخارجية والأجنبية، ورغم أن المخطط يتحول فى جزء كبير منه إلى واقع على الأرض، إلا أن مصر تبقى عصية قوية وقادرة صلبة فى مواجهة تهديدات وأطماع ومخططات تستهدفها فى الأساس لأنها حجر الزاوية، وعمود المنطقة العربية، وأهم تحد يواجه الدولة المصرية هو الوعى الحقيقي، والإدراك لما يحاك للوطن والحفاظ على اصطفاف الشعب، لذلك من المهم تعظيم عملية التفهيم والاستيعاب لما يجرى فى المنطقة خاصة مجابهة حملات الأكاذيب و»أحاديث الأفك» والشائعات والتشكيك والتشويه والتحريض فى محاولات بائسة لتحريك المصريين للهدم والتدمير كما حدث فى الدول الأخري، لكن المواطن المصرى يختلف، وعى الدرس جيدًا سواء لما حدث فى يناير 2011 أو ما حدث فى بعض الدول وأدرك حقيقة الميليشيات والجماعات الإرهابية المتأسلمة والتى تتحرك طبقا لريموت قوى الشر من أجل اشاعة الفوضى والإرهاب وتنشط أبواقها لنشر الأكاذيب والأباطيل.
مصر هى الهدف لا شك فى ذلك، لكن هذا لا يفزعنا أو يخيفنا ولكن يستوجب اليقظة والحذر وأهمية الحفاظ على وعى الناس واصطفاف الشعب، لأن ذلك هو السلاح الأهم فى هذه المواجهة لأنه باختصار محور الشر لا يقوى على دولة قوية وقادرة وتقف على أرض صلبة مثل مصر، ولديها مقومات النصر والعبور، وإذا تأملنا الدول التى سقطت نجد أنها تعرضت للاستدراج والاستنزاف والاضعاف لسنوات طويلة من خلال جرها إلى حروب وصدامات، أو تفجير داخلها باستغلال نعرات الطائفية والمذهبية، والفرق والتشيع لكن هذا والحمد لله غير موجود فى مصر بفضل الله ثم حكمة القيادة السياسية التى لم تستدرج لاستنزاف ولم تدخل فى مغامرات بل حفظت وحافظت على قوة وقدرة مصر، وابدعت فى بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها، وباتت مصر دولة القانون والمؤسسات المعيار فيها للمواطنة، بلا تمييز أو تفرقة ومن هنا فإن مصر ليس لديها ما تخاف منه، ولا يوجد بها نقاط ضعف أو ثغرات ولم تتعرض للاستنزاف والاضعاف، لذلك هى فى منتهى القوة ومن هنا لا تجرؤ قوى الشر على الصدام المباشر معها ويبقى التحدى الأهم، هو الحفاظ على ترمومتر الوعى وأن يكون فى أعلى درجاته، وكذلك تعظيم الاصطفاف والتماسك الوطني، لكن ذلك يتطلب تضافر واستنفار كافة الجهود من «خلال خطاب اللحظة الراهنة» والذى يتضمن مجموعة من البنود والإجراءات المهمة من وجهة نظرى كالتالي:
أولاً: وهنا لا أجامل، إذا قلت إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وضع ايدينا على المضمون الرئيسى لخطاب اللحظة الراهنة، وهو التواصل المباشر مع المصريين خاصة الشباب كما حدث بالفعل مع الطلاب والطالبات المتقدمين للالتحاق بإكاديمية الشرطة، وكان حديثًا مهمًا وبسيطًا ونخرج منه بالعديد من الرسائل التى تمثل حجر أساس الوعى الحقيقي، فالرئيس السيسى تحدث بشرح وافِ عن قضايا وتحديات ونجاحات كثيرة فى مصر، وأيضا عن الواقع المحلى والإقليمى وتناول الحروب الجديدة خاصة الأكاذيب وآلية صناعتها، ولماذا تدار هذه الحرب على مصر، واختصرها الرئيس فى عبارة واحدة أن الدولة المصرية لها خصوم، وليس من مصلحة هؤلاء أن تكون مصر قوية ومتقدمة (كويس) لذلك ومن هنا يجب علينا أن نتحدث مع الناس والشباب بشكل خاص بنفس منهجية حديث الرئيس السيسى وتناوله للقضايا المختلفة تحديات، انجازات، تهديدات، ومخاطر، وآمال ومستقبل واعد وتفسير واضح وشفاف لرؤية عمل الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، وطالبت بأن يكون الحديث فى الإعلام، والمسئولين من خلال السياق الذى تحدث به الرئيس السيسي، وهو دور الدكتور مدبولى وحكومته، خاصة الدكتور مصطفى مدبولى لأنه قادر على أداء هذا الدور وما المانع أن يتحدث وزراء سابقون فى الاقتصاد، وبدون ذكر اسماء لدينا منهم من يؤدى هذا الدور بشكل جيد، وأيضا وزراء حاليون وخبراء، ونستطيع أن نستثمر بعض الفعاليات أو نوجدها، أو اغتنام فرصة العام الدراسى فى الجامعات، وأيضا فى الإعلام الأوسع انتشارًا.
ثانيًا: عرض واف وواقعى وجذاب للتحديات والتهديدات والمخاطر التى تواجه الدولة المصرية وهذا الأمر متوفر بشكل واضح على أرض الواقع فما يدور حولنا يقنع الحجر، لكن يبقى المهم عرض أهدافه، وأسبابه وما يرنو إليه وموقف مصر منه، وجهود مصر وإدارتها لهذه الصراعات فى المنطقة بحكمة خاصة مع الإدراك أنها الهدف، وكيف استعدت الدولة المصرية لمواجهة هذا المخطط.. وما لديها من قوة وقدرة، ولابد من تعدد المصادر والضيوف لشرح هذا المشهد بشكل مستفيض دون ملل أو رتابة.
وغداً الجزء الثانى من خطاب اللحظة الراهنة
تحيا مصر