أكد اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، أن سوريا اختُطفت عمليًا من قبل تركيا، في ظل غياب عربي اعتاد على عدم التواجد الفاعل في الأزمات الكبرى. وأوضح أن تركيا تسعى لتوثيق علاقتها مع سوريا كجزء من استراتيجية متجددة، شبيهة بما فعلته سابقًا في تحالفها مع الإخوان المسلمين في مصر، مما يعكس رغبة أنقرة في تحقيق أهدافها الإقليمية بعيدًا عن أي قيود.
وأشار رشاد، الذي يُعتبر أحد مؤسسي غرفة معلومات حرب أكتوبر، إلى أن التحالف التركي-السوري يحظى بدعم مباشر من الولايات المتحدة والدول الغربية، التي ترى في هذا التحالف وسيلة لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. وأضاف أن هذا الدعم لا يقتصر فقط على المجال السياسي، بل يمتد إلى أبعاد جيوسياسية أوسع تخدم المصالح الغربية على حساب استقرار المنطقة.
وأوضح اللواء رشاد أن الأزمة السورية منذ بدايتها كانت “صناعة عربية” بامتياز، قادتها دول مثل قطر والسعودية، حيث بدأت بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، مما فتح الباب أمام التدخلات الإقليمية والدولية التي ساهمت في تعقيد المشهد.
واختتم رشاد حديثه بتصريح يحمل نبرة تشاؤم واضحة، قائلًا: “سوريا ضاعت للأبد”، في إشارة إلى حجم الخسائر السياسية والجغرافية التي تعرضت لها البلاد نتيجة التخبط العربي والصراعات الإقليمية.