كتب الوزير الإيراني سيد عباس عراقجي على حسابه في منصة “تويتر” سابقًا (إكس)، تغريدة تحمل كلمات تعكس روح المحبة والإخاء بين الشعبين المصري والإيراني، مسلطًا الضوء على الروابط العميقة التي تجمع بينهما منذ القدم، والتي ترسخت بمجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة والهداية. وأكد أن هذه الروابط لم تقتصر على التاريخ والجغرافيا فحسب، بل امتدت لتشمل حب آل البيت عليهم السلام، الذين وحد حبهم وتقديرهم القلوب وجمع بين البلدين في مشاعر أخوية صادقة.
وأشار الوزير الإيراني في تغريدته إلى شعوره بالسعادة والتشرف بزيارة القاهرة وأماكنها المذهبية والتاريخية ذات الرمزية الكبيرة. وأعرب عن اعتزازه بزيارته لمسجد سيدنا الحسين عليه السلام، ومسجد السيدة زينب رضي الله عنها، وكذلك مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها. وأشاد بما تمثله هذه الأماكن من قدسية وروحانية تعكس عمق الروابط الروحية بين البلدين، وما يجمع شعبيهما من حب عميق لآل البيت الكرام، الذين حملوا رسالة الإسلام وقدموا النموذج الأسمى في التضحية والإيمان.
كما لم ينسَ الوزير أن يزور مسجد محمد علي باشا وضريحه، بالإضافة إلى ضريح ابنه إبراهيم باشا، مشيرًا إلى تفاصيل تاريخية نادرة تتعلق بضريح محمد علي باشا الذي زُين بأبيات شعر بالفارسية على يد الخطاط الإيراني الشهير “سنكلاخ”، والذي يعود تاريخ عمله إلى عام 1262 هجريًا. وبهذا أضاء الوزير الإيراني على حلقة مميزة من التداخل الثقافي بين البلدين، مؤكدًا أن التاريخ سجل أواصر متينة من التعاون والمحبة.
وفي معرض حديثه، أشاد الوزير بدور محمد علي باشا في تأسيس الدولة الوطنية الحديثة في مصر، معتبرًا أن إنجازاته تمثل علامة فارقة في تاريخ مصر، وأن ذكراه لا تزال محفورة في وجدان المصريين كقائد حمل على عاتقه بناء أسس الدولة العصرية. وأوضح أن مصر، بتاريخها الطويل وحضارتها العريقة، كانت دائمًا مصدر إلهام للشعوب، وأن لقاءه بالشعب المصري ترك أثرًا عميقًا في نفسه، مشيرًا إلى دفء المشاعر والمحبة التي لمسها في حديثه مع المصريين.
كما استحضر الوزير الإيراني رؤية أديب نوبل، نجيب محفوظ، الذي عبر في أعماله عن الصورة الذهنية للإيرانيين كرمز للثقافة الإسلامية والمحبة الإنسانية. واستشهد في هذا السياق ببيت من الشعر للشاعر الإيراني الكبير حافظ الشيرازي، يعكس الجمال الإنساني والروحي، قائلاً:
“ای فروغِ ماهِ حُسن، از روی رخشان شما
آبِروی خوبی از چاه زَنَخدان شما”
وتابع بترجمته للعربية: “ضياء وجهك هو أصل نور الحسن، وطابع حسنك هو أصل ماء الجمال”، ليؤكد أن هذه الكلمات تعبر عن تقدير متبادل بين الشعبين المصري والإيراني لجمال الروح وصفاء النفوس.
واختتم الوزير الإيراني تغريدته بكلمات مفعمة بالدعاء والمودة، قائلاً: “أشوفكم على خير”، في رسالة تحمل أسمى معاني الألفة والمحبة بين البلدين الشقيقين.