متابعات هاني فريد
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو اليوم الأربعاء، إسرائيل إلى إنهاء احتلالها لهضبة الجولان..معربين عن إدانتهما لأي محاولات للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها خاصة العدوان الإسرائيلي على هضبة الجولان والذي يمثل انتهاكا لاتفاق فك الاشتباك عام 1974 ولقرارات الأمم المتحدة المتعددة.
واتفق الرئيسان ، بحسب بيان مشترك صدر عقب المحادثات الرسمية بين الزعيمين ، على أن الحل الوحيد المستدام للوضع في سوريا يأتي من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 تعطى الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السوري وتضمن سيادة ووحدة أراضي سوريا.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ..استعرض الرئيسان سبل دعم الجهود للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان النفاذ الآمن والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة ، حيث أعرب الرئيس الإندونيسي عن تقديره لدور مصر الرائد في تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة واكدت التزامها بالعمل مع مصر في هذا الشأن.
وأدان الزعيمان تهجير الفلسطينيين من أرضهم ..معربين عن رفضهما للممارسات الإسرائيلية التي ترمى لتحقيق هذا الهدف سواء التهجير من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية..كما أدانا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والعنف الذي يمارسه المستوطنون وهدم بيوت الفلسطينيين والاقتحامات العسكرية في المدن الفلسطينية، والممارسات التي تهدد الوضع القانوني والتاريخي للاماكن المقدسة في مدينة القدس.
وأكد الرئيسان على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الرابع من يونيو 1967 ووقف كافة الإجراءات أحادية الجانب والالتزام بقواعد القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرارات 242 و252 و267 و446 و2334 ، لاسيما وأن الممارسات أحادية الجانب لخلق واقع جديد على الأرض – فضلاً عن كونها انتهاكاً لالتزامات إسرائيل الدولية – تقوض حل الدولتين، والذي لا يزال تعتبره الدول المحبة للسلام الحل الوحيد لإنهاء الصراع.
واتفق الزعيمان على حتمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الاراضي وقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يتعلق بالشأن اللبناني .. رحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر2024 .. ودعيا إسرائيل إلى التزام بالاتفاق.
وأكد الزعيمان على أهمية التنفيذ الكامل القرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)، وتمكين نشر الجيش اللبناني وفرض سيطرته على كافة انحاء البلاد بما فيها جنوب لبنان. كما أكدا على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.
ومن جهته .. ثمن الرئيس الإندونيسي دور مصر المحوري في الشرق الأوسط كقائد للسلام والاستقرار في المنطقة حيث أعربت إندونيسيا عن تقديرها العميق للجهود المصرية الحثيثة للتوصل للسلام في نزاعات مثل العدوان الإسرائيلي على غزة..مؤكدا على دعم بلاده الكامل للدور القيادي لمصر ..معربا عن رغبة إندونيسيا في تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية خاصة في دعم استقلال فلسطين، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة بما فيها لبنان وسوريا.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية .. أعاد الرئيسان التأكيد على التزامهما بتعميق التعاون الثناني في مجالات عديدة بما فيها التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلم الإقليمي.
وثمن الرئيسان إمكانات اقتصاد البلدين، وأكدا ثقتهما في استمرار نمو حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، واتفقا على المضي قدماً في تعزيز أنشطة التجارة والاستثمار في مجالات زيت النخيل والأسمدة والطاقة المتجددة والسلع الزراعية واقتصاد الرقمي والبنية الأساسية والنقل، باعتبار مصر بوابة للمنتجات الإندونيسية إلى كل من الأسواق الأورومتوسطية والإفريقية، واعتبار إندونيسيا مركزاً لنفاذ المنتجات المصرية إلى أسواق منطقة الآسيان.
كما ثمن الجانبان الانعقاد الناجح للجنة الإندونيسية للتجارة في يوليو 2024 كخطوة رئيسية نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين..مؤكدين أهمية التعاون القائم في مجال الدفاع والأمن بين البلدين..واتفقا على الحاجة لاتخاذ إجراءات الضرورية لتعزيز وتوسيع هذه المجالات.
وأبرز الرئيسان أهمية الاستمرار في التعاون في مجال التعليم بين البلدين، حيث أعرب الرئيس “برابوو” عن الامتنان للدعم المستمر الذي تقدمه مصر في استضافة نحو 15 ألف طالب إندونيسي وبخاصة أولئك الدارسين في جامعة الأزهر.
وأكد الرئيسان فوائد التبادل الثقافي بين بلديهما في تعزيز الصداقة وتقوية علاقات الشعبين ، واقترح الرئيس “برابوو” اعتماد رياضة البينشاك سيلات، وهي رياضة إندونيسية تقليدية كرياضة رسمية في مصر وتأسيس اتحاد مصري لهذه الرياضة.
وأعربت إندونيسيا عن اهتمامها بتعزيز التعاون مع مصر وجامعة الأزهر لتطوير التعليم الديني وتعزيز الوئام الإقليمي..حسبما ذكر البيان المشترك.
ورحب الرئيسان باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين في نوفمبر 2023 وبحثا في كيفية اتخاذ المزيد من الإجراءات لتوطيد التواصل بين الشعبين .
وأعرب البلدان عن تطلعهما لعقد اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين في القاهرة في عام 2025 والانتهاء من التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات الجاري التفاوض بشأنها سعياً لوضع إطار فعال لدفع سبل التعاون بين البلدين.
وأعاد الرئيسان التأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن الماني والغذائي لكلا الدولتين من خلال تعزيز التعاون العابر للحدود وفقا للقانون الدولي لضمان استدامة إمدادات المياه اللازمة للحياة والزراعة وإنتاج الغذاء وخدمات النظم البينية.
ووفقا للبيان ، أكدت الزيارة الرسمية للرئيس برابوو إلى جمهورية مصر العربية على التعاون الاستراتيجي الوثيق بين الدولتين القائم على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة للسلام والرخاء ، حيث أعرب الرئيسان عن تفاؤلهما بشأن العلاقات الثنائية بين الدولتين والتزامهما بالعمل على الوصول لمخرجات تحقق صالح الشعبين.
وفي نهاية اللقاء .. دعا “برابوو” ، الرئيس السيسي لزيارة إندونيسيا في توقيت لاحق يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، حيث ستمثل هذه الزيارة محطة مهمة على صعيد الشراكة بين مصر وإندونيسيا وفرصة لتحقيق المزيد من السلام والرخاء والتقدم لكلا البلدين.