تشهد نقابة الصحفيين مساء اليوم السبت انطلاق فعاليات المؤتمر العام السادس، الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام لاستشراف افاق مهنة الصحافة في مصر ومتطلبات تطويرها.
ويأتي هذا المؤتمر في وقت تواجه الصحافة المصرية العديد من التحديات التطويرية نتيجة للتحولات التكنولوجية والاقتصادية السريعة، إلى جانب قضايا التدريب والإدارة وتنمية الموارد المالية للمؤسسات الصحفيه و التي كانت وما زالت في صلب اهتمامات الصحفيين.
ويواكب انعقاد المؤتمر احتفال نقابة الصحفيين بمرور 83 عامًا على تأسيسها في عام 1941، حيث تمثل النقابة جميع الصحفيين العاملين في مصر، وقد شهدت النقابة خلال تاريخها الطويل العديد من الإنجازات، و ساهمت في الدفاع عن القضايا الوطنية ، ودعمت تطوير المهنة على مدار تاريخها.
ويُعقد المؤتمر السادس هذا العام تحت عنوان “دورة فلسطين” تضامنا مع الصحفيين الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء العدوان المستمر على قطاع غزة. وسيتضمن حفل الافتتاح تكريمًا خاصًا للصحفية الفلسطينية رولا الدرة، التي أصيبت في العدوان على غزة، وفقدت جزءًا من عائلتها بين شهداء وجرحى. وتأتي هذه الفعالية في سياق تأكيد النقابة على أهمية الدعم الدولي للصحفيين الذين يعانون في مناطق الصراع، ويقومون بواجبهم المهني في أصعب الظروف.
ويشهد المؤتمر حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة من الوسط الصحفي والإعلامي، سواء من داخل مصر أو من الخارج. حيث من المتوقع حضور ممثلين عن الاتحاد الدولي للصحفيين و اتحاد الصحفيين العرب، كما سيتواجد وفد من نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إضافة إلى رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف وكتّاب صحفيين وأكاديميون متخصصون في مجال الإعلام والصحافة.
يناقش المؤتمر السادس العديد من القضايا التي تهم الصحفيين من خلال عدة محاور في جلسات متوازية خلال أيام انعقاده بدءا من مساء اليوم ، حيث يطرح المؤتمر التحديات التي تواجه الصحافة الورقية والإلكترونية ومستقبلها و من المتوقع أن يتم تناول هذا المحور بمناقشة تأثير التطور التكنولوجي السريع على الصحافة التقليدية، بالإضافة إلى التحديات التي تطرأ نتيجة لانتشار الأخبار الزائفة وتغير سلوك الجمهور في استهلاك الأخبار و ستكون ذلك فرصة لصياغة حلول عملية لمستقبل الصحافة الورقية والإلكترونية في ظل عالم متغير وتطور سريع.
ولا شك أن الأوضاع الاقتصادية والتمويلية للصحافة من الموضوعات الهامة التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر، ومنها قضايا التمويل والرواتب وتعزيز الموارد داخل المؤسسات الصحفية، إلى جانب علاقات العمل . من المتوقع أن تتطرق المناقشات إلى سبل دعم الصحافة في مواجهة الأزمة الاقتصادية، وتقديم مقترحات لتحسين ظروف العمل وتنمية الموارد الذاتية للمؤسسات الصحفية وأجور كافية للصحفيين فيها .
أيضًا، التشريعات المنظمة لممارسة الصحافة وحرية الصحافة من الموضوعات الحاضرة دائمًا في مؤتمرات نقابة الصحفيين، حيث يناقش المؤتمر السادس للصحفيين ضمن جلساته القوانين والتشريعات التي تؤثر بشكل مباشر على الصحافة، و ستكون هذه الجلسة بمثابة فرصة لتقديم مقترحات بناءه تعزز رسالة الصحافة.
وينتظر الصحفيون الخروج من المؤتمر بعدد من التوصيات التي تحسن من قدرات الصحفيين المهنية، مثل التدريب والتطوير وضرورة تقديم التدريب المستمر للصحفيين على أحدث التقنيات الصحفية، بما في ذلك الصحافة الرقمية والذكاء الاصطناعي. و التحول الرقمي وكيفية مواكبة الصحافة لهذا التحول وكيفية تكامل الصحافة الورقية مع الرقمية.
ويسعى المؤتمر العام السادس إلى تعزيز مكانة الصحافة كركيزة أساسية في بناء المجتمع المصرى .. كما يهدف المؤتمر إلى التأكيد على اهمية رسالة الصحافة فى تعزيز قيم الانتماء الوطنى وقيم الشفافية و المساءلة والنزاهة ، ودعم الصحفيين وحمايتهم في ميادين العمل الخطره ومناطق الصراع والتوتر فى خارج مصر في مهامهم الخارجيه .
و لتلك الاعتبارات .. سيكون المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين فرصة لمناقشة التحديات الحالية والمستقبلية لمهنة الصحافة ، ووضع توصيات استراتيجية لتعزيز رسالتها. و بلورة أفكار عملية للمستقبل، وتقديم حلول واقعية لتطوير المناخ الاقتصادي والتشريعي الناظم للعمل الصحافي في مصر بما يعزز دوره كمرتكز للاستقرار والتنميه وبناء الوعي الوطني الحقيقى .
وقد سبق انعقاد هذا المؤتمر السادس خمس مؤتمرات لنقابة الصحفيين تعد محطات تاريخية في مسيرة النقابة، حيث عقد المؤتمر الأول عام 1964، وركز على تعديلات قانون نقابة الصحفيين في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي طرأت بعد ثورة 23 يوليو 1952. أما المؤتمر الثاني فكان في 1991 . في حين شهد المؤتمر الثالث عام 1995 تركيزا على قضايا النشر وتعزيز دور الصحافة .
أما المؤتمر الرابع في 2004 فركز على تحسين أوضاع الصحفيين المالية، بينما ناقش المؤتمر الخامس في 2016 التحديات التي تواجه الصحافة في عصر التكنولوجيا ووسائل الإعلام الرقمية.