أصدر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، السيد الدكتور محمد علي الحسيني، بيانًا تناول فيه الأهداف والرؤية التي أسس من أجلها المجلس، والدور المحوري الذي يلعبه على الصعيدين العربي والإسلامي، خاصة فيما يتعلق بشؤون شيعة العرب.
وأوضح الحسيني أن المجلس الإسلامي العربي تأسس ليكون مرجعية جامعة لشيعة العرب، منطلقًا من نهج الاعتدال والوسطية، وهي المبادئ التي جعلت المجلس يُعنى بكل الشرائح الشيعية على اختلاف توجهاتها الفقهية، سواء أكانت شيعة اثني عشرية، أو علوية، أو إسماعيلية، أو زيدية. وأكد أن هذه المرجعية لا تقتصر على الجانب الديني فحسب، بل تمتد لتشمل أبعادًا اجتماعية وقومية تهدف إلى تعزيز الاندماج الوطني لأبناء الطائفة الشيعية ضمن مجتمعاتهم العربية والإسلامية.
وشدد الحسيني على أن المجلس حمل على عاتقه مسؤولية الاهتمام بقضايا وهموم شيعة العرب، والسعي إلى حل مشكلاتهم بالتعاون والتنسيق مع السلطات والجهات الرسمية في الدول المعنية، بما يحقق الصالح العام، مستندًا إلى القيم الإسلامية الراسخة في التعاون على الخير، حيث قال: “وتعاونوا على البر والتقوى”. وأوضح أن المجلس ينطلق من قناعة ثابتة بأن وحدة الشعوب العربية هي الضمان الوحيد للاستقرار والازدهار، وأن الشيعة، بمختلف أطيافهم، هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني والاجتماعي لدولهم.
وأكد الحسيني أن المجلس الإسلامي العربي يتابع عن كثب أحوال الشيعة العرب في مناطق مختلفة، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، بل وحتى خارج الحدود في مناطق تواجدهم. وأضاف أن المجلس يتبنى نهجًا متوازنًا قائمًا على التواصل والتنسيق، دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أو محاولة فرض إملاءات من أي نوع، بل بهدف تقديم النصيحة الخالصة والعمل لما فيه مصلحة الجميع.
وأضاف الحسيني أن دور المجلس يشمل التواصل مع كافة الأطياف الشيعية، سواء كانت علوية، أو إسماعيلية، أو زيدية، مؤكدًا أهمية العمل على تعزيز الإصلاح وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في الدول التي يعيشون فيها. ولفت إلى أن المجلس يحرص على التنسيق مع القيادات السياسية والجهات المعنية لضمان إيجاد حلول شاملة لمشاكل الطوائف الشيعية، بما يضمن اندماجهم الكامل في مجتمعاتهم ويحقق التعايش السلمي بين جميع المكونات الاجتماعية.
وفي سياق حديثه عن التطورات السياسية في المنطقة، كشف الحسيني أن المجلس الإسلامي العربي كان على تواصل دائم مع القيادات السورية المعارضة منذ ما قبل سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، مشيرًا إلى أن المجلس لعب دورًا في متابعة الأحداث والتنسيق مع الأطراف الفاعلة على الأرض. وأوضح أن المجلس يواصل اليوم التواصل مع إدارة العمليات المشتركة في سوريا بهدف تقديم المشورة والخبرة، والمساهمة في تحقيق التوازن والاستقرار لمصلحة الشعب السوري بكافة أطيافه.
وأكد الحسيني أن المجلس يسعى إلى تحقيق قيمة مضافة على مستوى الحلول السياسية والاجتماعية، من خلال العمل بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، سواء داخل سوريا أو خارجها، مشددًا على أن هدف المجلس الأساسي هو المصلحة العليا للأمة العربية والإسلامية، بما يحقق السلام والازدهار للجميع.
واختتم الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي بيانه بتأكيد استمرار المجلس في أداء دوره الريادي كمرجعية جامعة لشيعة العرب، انطلاقًا من مبادئه الراسخة في الاعتدال والوسطية، وحرصه على تعزيز التعاون بين مكونات الأمة العربية والإسلامية. ودعا إلى مزيد من العمل والتنسيق من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، معربًا عن أمله في أن يسود التفاهم بين جميع الأطراف لما فيه خير الأوطان والشعوب.
بهذا البيان، يعيد المجلس الإسلامي العربي التأكيد على دوره المحوري في دعم القضايا العربية، وتعزيز الوحدة الوطنية، ومواصلة مساعيه الهادفة إلى رعاية شؤون الشيعة العرب ضمن إطار قومي ووطني لا يخرج عن قيم التعاون والاعتدال.