رفض اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي أعلن فيها عن معارضته لدول مجموعة “بريكس” التي تسعى لإنشاء عملة موحدة لمواجهة هيمنة الدولار الأمريكي. كما استنكر تهديدات ترامب لحركات المقاومة الفلسطينية في غزة بـ”الجحيم” إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وأكد رشاد أن هذه التصريحات تعكس استمرار النهج التصعيدي الذي يزيد من تعقيد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، والتي تعاني بالفعل من تبعات السياسات التي انتهجتها الإدارات الديمقراطية السابقة، خاصة إدارة الرئيس جو بايدن.
الأزمات التي صدرتها الديمقراطية إلى مصر والشرق الأوسط
أوضح اللواء رشاد أن مصر تُعد من أكثر الدول تأثرًا بتبعات هذه السياسات، حيث استقبلت البلاد نحو 10 ملايين لاجئ نتيجة للصراعات المتفاقمة في المنطقة. وأكد أن هذا العدد الضخم من اللاجئين يشكل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد المصري، الذي يعاني بالفعل من تحديات متعددة، من بينها فقدان العملة المحلية جزءًا كبيرًا من قيمتها.
وأشار رشاد إلى أن السياسات الديمقراطية أدت إلى تأجيج الصراعات في دول مثل ليبيا والسودان واليمن وسوريا وقطاع غزة، مما زاد من حالة الفوضى الإقليمية. وقال: “هذه الأزمات تعيق التنمية الاقتصادية في المنطقة وتضع عبئًا إضافيًا على دول مثل مصر، التي تحملت فاتورة الأزمات بمفردها.”
مصر تدفع أبناءها لدعم ترامب
وكشف اللواء رشاد عن أن مصر، في مواجهة التداعيات السلبية للسياسات الديمقراطية، دفعت بأبنائها من حاملي الجنسية الأمريكية لدعم الرئيس ترامب في الانتخابات الأمريكية، إدراكًا منها لحجم الضرر الذي خلفته الإدارة الديمقراطية السابقة. وأوضح أن الناخبين المصريين في الولايات المتحدة صوتوا بكثافة لصالح ترامب في مواجهة مرشحة الحزب الديمقراطي، بهدف تغيير السياسات التي تسببت في زعزعة استقرار المنطقة.
وأكد رشاد أنه تابع بقلق وشغف العملية الانتخابية الأمريكية، ورصد التحركات المكثفة للمصريين الأمريكيين لدعم ترامب، باعتباره خيارًا يمكن أن يعيد التوازن إلى السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.
الصداقة المصرية الأمريكية وحل القضية الفلسطينية
ورغم الانتقادات الموجهة لبعض السياسات الأمريكية، شدد اللواء رشاد على أن مصر تتمتع بعلاقات صداقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وتحرص على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين. وأكد أن مصر تسعى دائمًا لتكامل الجهود الدولية لحل القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأشار رشاد إلى أن مصر كانت وما زالت تلعب دورًا محوريًا في دعم عملية السلام، وتسعى جاهدة لتحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويضع حدًا للصراعات المستمرة.
دعوة لإعادة النظر في السياسات الأمريكية
وفي ختام تصريحاته، دعا اللواء رشاد الرئيس ترامب إلى إعادة النظر في تصريحاته التصعيدية، مشيرًا إلى أن الشرق الأوسط يحتاج إلى سياسات حكيمة تدعم التنمية والاستقرار، بدلًا من تأجيج الصراعات.
وأكد رشاد أن مصر تحملت عبئًا كبيرًا نتيجة الفوضى التي خلفتها السياسات الديمقراطية، لكن العلاقات المصرية الأمريكية يجب أن تظل نموذجًا للتعاون الإيجابي الذي يخدم مصالح الشعبين ويساهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس تمر فيه المنطقة بتحولات اقتصادية وسياسية كبيرة، مما يجعل تعزيز التعاون الدولي ضرورة ملحة لتجاوز الأزمات وتحقيق مستقبل أفضل لشعوب الشرق الأوسط.