تراجعت أسعار الذهب اليوم تحت ضغط ارتفاع الدولار الأميركي كنتيجة لمخاوف الرئيس المنتخب دونالد ترامب من اتجاه دول مجموعة البريكس الاقتصادية إلى إنشاء عملة جديدة موحدة تمكنهم من الاستغناء عن العملة الخضراء وتقويض تأثيرها العالمي، وهو ما دفع ترامب إلى تحذير التكتل الاقتصادي الذي انضمت إليه مصر في مطلع العام الجاري، من التحرك نحو فرض تعريفات جمركية بنسبة 100 % ضده في حال عدم الالتزام بالاعتماد على الدولار في المعاملات التجارية بين دول البريكس.
هبوط أسعار الذهب
واستقرت السبائك عند نحو 2630 دولار للأونصة في التعاملات المبكرة صباح اليوم الإثنين بعد أن انخفضت بنحو 3% الأسبوع الماضي، في أعقاب اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، التي أدت إلى انخفاض الإقبال على شراء المعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمناً في وقت الصراعات والحروب.
وعلى الرغم من اشتعال الأزمة مجدداً بين المعارضة السورية والقوات النظامية التابعة لبشار الأسد، إلا أن تراجع أسعار الذهب اليوم تتعلق بـ«كبرياء الدولار» وفقاً لصحيفة «mining weekly» التي أوضحت أن المخاوف المتعلقة بتصعيد الحرب الروسية الأوكرانية تدعم الطلب على الاستثمارات المضمونة مثل الذهب.
العلاقة بين الدولار والذهب
فيما سجل الدولار الأمريكي تعافياً جيدًا من أدنى مستوى له منذ قرابة شهر، وسط ارتفاع جديد في عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما يؤثر على سعر الذهب مع بداية شهر جديد، وبحسب موقع «fx street» فتتجه التوقعات حول خطط التعريفات الجمركية والسياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنها ستعزز التضخم في العالم وتمهد الطريق أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي للتوقف عن خفض أسعار الفائدة، مما يعمل على تقويض سعر الذهب غير المدر للعائدات.
عملة موحدة لدول بريكس
خلال قمة البريكس الأخيرة التي عقدت في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر في مدينة «كازان» الروسية، لمّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اقتراب إعلان الدول الأعضاء عن إنشاء عملة خاصة بهم مدعومة بالذهب، تُعرف باسم «الوحدة» ويمكن الاعتماد عليها لإتمام المعاملات التجارية بعيداً عن الدولار الأمريكي، الذي قال عنه «بوتين» خلال قمة هذا العام وهو يحمل ما بدا وكأنه نموذج أولي لورقة نقدية محتملة من مجموعة «البريكس»: «نحن لا نرفض الدولار ولا نحاربه، ولكن إذا لم يسمحوا لنا بالعمل به، فماذا يمكننا أن نفعل؟ يتعين علينا بعد ذلك البحث عن بدائل أخرى، وهذا ما يحدث».
لماذا يخشى ترامب عملة البريكس؟
العملة الموحدة لدول البريكس التي يترقب العالم صدورها رسمياً ستأثر بشكل مباشر على الدولار الأميركي، فيؤدي الاعتماد عليها بين أقوى اقتصادات الشرق الأوسط إلى انخفاض الطلب على الدولار أو ما يعرف بـ«نزع الدولرة»، الأمر الذي من شأنه الإضرار باقتصاد الولايات المتحدة.
ووفقاً لشبكة «investing news» المختصة بأسواق المال والأسهم، فإن الدولار الأميركي يهيمن على النظام المالي حالياً، إذ يمثل حوالي 90% من جميع تداولات العملات، فضلاً عما يقرب من 100% من تجارة النفط في العالم تتم بالورقة الخضراء.