مع قرب نهاية 2024 يتجه عدد كبير من المستثمرين لمراقبة أداء رأس المال السوقي للبورصة منذ بداية العام، بينما تعد المؤشرات، هي الأداة الرئيسية التي يعتمد عليها المستثمرون (أفرادًا ومؤسسات) والمحللون لتقييم حالة السوق وأدائه، فيما تفوق أداء المؤشرات على أداء رأس المال السوقي للبورصة خلال العام الحالي.
وتفوق أداء مؤشرات البورصة خلال 2024، على معدل الارتفاع في رأس المال السوقي الذي قد يتأثر بشطب وقيد الشركات، حيث سجل مؤشر البورصة الرئيسي، ارتفاعًا بنسبة 22.15%، إلى 30.409 نقطة مقارنة بنحو 24.894 نقطة لسعر إغلاق 2023، بينما زاد مؤشر البورصة للشركات الصغيرة والمتوسطة إيجي إكس 70 متساوي الأوزان 53.17% منذ بداية العام ليصل لنحو 8.383 نقطة مقارنة بنحو 5.473 نقطة عند إغلاق ديسمبر 2023، وزاد مؤشر إيجي إكس 100 متساوي الأوزان 46.25% منذ بداية يناير حتى جلسة أمس ليصل إلى 11.525 نقطة مقارنة بنحو 7.880 نقطة عند إغلاق 2023، بينما راتفع رأس المال السوقي بنحو 29% إلى 2.2 تريليون جنيه، مقارنة بـ 1.7 تريليون في نهاية 2023.
ويعتبر رأس المال السوقي مقياسًا أقل دقة من المؤشرات لأداء أسواق الأوراق المالية، من بينها تأثير الشركات الكبيرة على رأس المال السوقي، حيث يتأثر رأس المال السوقي بشكل كبير بالشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، وأن ارتفاع سعر سهم شركة عملاقة يعطي انطباعًا بأن السوق ككل يرتفع، حتى لو كانت غالبية الشركات الأخرى لا تشهد أسهمها الحركة السعرية ذاتها، في حين أن المؤشرات المرجحة بالسعر أو بالقيمة السوقية تعكس أداء السوق بشكل أكثر تنوعًا.
وبينما تقدم المؤشرات تغطية قطاعية، تشمل تلك التي تعكس أداء السوق ككل وتتضمن شركات من قطاعات متعددة، أو تعكس أداء قطاعات بعينها أو أحجام أعمال معينة أو معايير نوعية فنية محددة مما يجعلها مقياسًا أفضل لقياس أداء السوق بمختلف قطاعاته، يركز رأس المال السوقي على إجمالي القيمة السوقية للشركات المقيدة دونما تبويب أو ترتيب أو انتقاء، لكنه لا يعكس –بشكل منفصل- أداء القطاعات المختلفة أو الشركات الصغيرة.
ويعكس رأس المال السوقي السعر الحالي للأسهم ولا يأخذ في الحسبان التوزيعات النقدية أو العوائد الإجمالية، بينما تعكس كثير من المؤشرات الأداء الفعلي من حيث تغير السعر والتوزيعات مما يوفر رؤية أكثر شمولا.
ولا يراعي رأس المال السوقي، التغيرات المستمرة في السوق، إذ يمكن أن يزداد أو ينقص بناءً على إضافة أو حذف شركة من السوق، مما يغير الإجمالي العام، أما المؤشرات فعادةً ما يتم تحديث تركيبتها بانتظام (Rebalancing) لضمان تمثيل الشركات الأكثر تأثيرًا، وبالتالي تعكس ديناميكية السوق بشكل أفضل.
وبينما قد يتأثر رأس المال السوقي بعوامل مثل التضخم أو قيد شركات جديدة، مما يجعل المقارنة الزمنية أقل دقة، تسهل طريقة احتساب المؤشرات المقارنات الزمنية طويلة الأجل وتعطي نظرة أوضح على اتجاهات السوق.
قالت رانيا يعقوب، خبير أسواق المال، إن رأس المال السوقي يعد مؤشر مضلل لا يقيس الجوانب الهامة من أداء السوق مثل حجم شراء الأفراد مقابل المؤسسات في السوق، وكذلك إقبال العرب والأجانب على شراء الأسهم.
وأضافت يعقوب لـ المصري اليوم، أنه عند تحليل السوق، فإنه من المهم، قياس معدلات الصعود وأداء فئات المستثمرين، مثل حجم إقبال المؤسسات مقابل الأفراد والعرب والأجانب مقابل المشتريات المحلية، إذ يعكس صعود المؤشر الرئيسي إقبال المؤسسات والأفراد ذوي الملاءة المرتفعة على الشراء، بينما يعني صعود مؤشر إيجي إكس 70 أن سيولة الأفراد تسيطر عل السوق.
ولفتت إلى أن رأس المال السوقي، لا يعبر أيضًا عن العائد على الاستثمار ولا يعني ارتفاعه زيادة الثروة بالنسبة للمستثمرين إلا أنه يمكن قياس ذلك من خلال المؤشرات أيضًا عبر مؤشر العائد الكلي «إيجي إكس 30 TR» والذي ارتفع 26.2% منذ بداية العام ليسجل 13.380 نقطة.