أثار الإعلامي فيصل القاسم جدلًا واسعًا بعد تصريحاته التي زعم فيها أن مسيحيي مدينة حلب أدوا صلواتهم في الكنائس تحت حماية قوات المعارضة المسلحة، بما في ذلك وجود تنظيم داعش. وقال القاسم: “أدى مسيحيو مدينة حلب صلواتهم في الكنائس بعد سيطرة القوى العسكرية على المدينة، حيث جرت الطقوس الدينية تحت حماية قوات المعارضة.”
وأضاف القاسم في تصريحاته المثيرة: “داعش التي تذبح المسيحيين والشيعة والمسلمين غير المنتمين لها اليوم تسمح للمسيحيين بإقامة الصلوات.”
تحليل الادعاء
يعد هذا التصريح مثيرًا للجدل لعدة أسباب:
1. تاريخ داعش مع الأقليات: التنظيم المعروف بتشدده وأفعاله الوحشية تجاه الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحيون، سبق وارتكب انتهاكات جسيمة، مثل التهجير القسري والتدمير الممنهج للكنائس، فضلًا عن القتل والاختطاف.
2. غياب الدلائل الموثوقة: لم يتم توثيق أي تقارير من مصادر محايدة تؤكد سماح داعش بإقامة الصلوات المسيحية في المناطق التي سيطرت عليها، ما يجعل هذا الادعاء مشكوكًا فيه.
3. استخدام الادعاء سياسيًا: قد يكون التصريح جزءًا من محاولات الإعلام الإخواني للترويج لدور إيجابي مزعوم لبعض الفصائل المسلحة، رغم التوثيقات الدولية التي تؤكد الانتهاكات التي مارستها هذه الجماعات ضد المدنيين.
موقف المجتمع الدولي
المجتمع الدولي سبق وأدان تنظيم داعش بصفته جماعة إرهابية لا تعترف بحرية الدين أو حقوق الإنسان. وأكدت تقارير حقوقية أن التنظيم لم يكن يفرق في ممارساته القمعية بين المسلمين والمسيحيين أو أي طائفة أخرى.
خلاصة
يعد تصريح فيصل القاسم محاولة مثيرة للشك لتبييض صورة جماعات متشددة معروفة بعدائها للأقليات وحقوق الإنسان. وفي ظل غياب أي دليل يدعم هذه المزاعم، تبقى تصريحات القاسم موضع تساؤل حول دقتها وأهدافها الحقيقية.