المشهد الأول: مصر تحت سيطرة الإسلاميين – البداية
تبدأ الأحداث بعام 2013، حين نجح الإسلاميون في إحكام سيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية، بعد قمع المعارضة بكافة أشكالها وتحويل مؤسسات الدولة إلى أدوات لتنفيذ رؤيتهم الأيديولوجية. يبدو المشهد قاتمًا، حيث تتلاشى ملامح التنوع الثقافي والديني الذي يميز مصر، لتحل محلها قبضة مشددة تسعى لإعادة صياغة هوية الدولة بما يتوافق مع فكرهم المتشدد.
الفصل الأول: مصر دولة منبوذة عالميًا
تحت حكم الإسلاميين، تجد مصر نفسها معزولة تمامًا على الساحة الدولية. الدول الكبرى، التي لطالما كانت شريكًا استراتيجيًا لمصر، تسحب سفراءها تدريجيًا، فيما تتوقف المنظمات العالمية عن دعم المشاريع التنموية. تُغلق الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية، وتُصنف البلاد كدولة مارقة نظرًا لانتهاكها حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
السياسات الخارجية للإسلاميين تعتمد على التحالف مع قوى متطرفة أخرى، مما يزيد من العزلة. تتحول مصر من مركز إقليمي مؤثر إلى دولة هامشية غارقة في الفوضى، بعيدة عن روح العصر وتطوراته.
الفصل الثاني: قهر المرأة وتحطيم الأقليات
تظهر معاناة المرأة المصرية جلية مع تطبيق القوانين المستمدة من رؤيتهم الأحادية للشريعة. تُجبر النساء على ارتداء زي موحد تحت طائلة العقاب، ويتم إقصاؤهن من العمل والمشاركة السياسية والاجتماعية. تُغلق المدارس أمام الفتيات في مناطق ريفية بحجة أن “مكان المرأة هو المنزل”.
الأقليات الدينية، من مسيحيين وغيرهم، تواجه اضطهادًا ممنهجًا. يُفرض عليهم دفع الجزية، وتُهدم كنائسهم بحجج دينية واهية. يصبح العيش تحت حكم الإسلاميين كابوسًا مستمرًا، حيث يفقد المجتمع المصري قيم التعددية والتسامح.
الفصل الثالث: انتشار الخرافة والجهل
في ظل الإسلاميين، تتحول المدارس والجامعات إلى ساحات لنشر الفكر المتطرف. يُلغى تدريس العلوم الحديثة لصالح مناهج تحمل رؤى دينية مشوهة. تتراجع مكانة البحث العلمي، ويُمنع أي نشاط ثقافي أو فكري لا يتماشى مع رؤيتهم.
الخرافة تحل محل المنطق، ويُروج لأفكار تدعو لتفسير كل الظواهر الطبيعية من منظور أيديولوجي مغلق. تختفي الفنون، والموسيقى، والمسرح، ويصبح المجتمع رهينة لثقافة التجهيل.
الفصل الرابع: دولة فاشلة على غرار أفغانستان وإيران
المشهد يزداد سوءًا، مع انهيار الاقتصاد وتحول مصر إلى نسخة جديدة من الدول التي تعاني تحت حكم الإسلاميين. تُغلق المصانع، وتتراجع معدلات الإنتاج، ويتضاعف التضخم.
على الصعيد السياسي، تصبح مصر دولة بوليسية، حيث تُمارس السلطة قمعًا غير مسبوق، ويُلغى أي صوت معارض. المناطق الريفية تتحول إلى بؤر للفقر، فيما تعاني المدن الكبرى من تفاقم الأزمات، مثل انقطاع الكهرباء والمياه.
الفصل الخامس: انهيار العملة وهروب المستثمرين
تتعرض العملة المصرية لانهيار كارثي بسبب سوء الإدارة الاقتصادية وانعدام الثقة الدولية. تصبح الأسعار في حالة جنونية، ويعجز المواطن البسيط عن تلبية احتياجاته الأساسية.
يفر المستثمرون والأثرياء من البلاد، خوفًا من القوانين الاقتصادية العشوائية التي تفرضها السلطة الحاكمة. يتفاقم الوضع مع انقطاع الدعم الخليجي، نتيجة التوترات السياسية الناجمة عن الخطاب العدائي للإسلاميين.
الفصل السادس: اختفاء السياحة وتحطم الهوية الحضارية
تُعتبر السياحة، التي طالما كانت شريانًا حيويًا للاقتصاد المصري، الضحية الأولى لحكم الإسلاميين. تُفرض قيود صارمة على السياح، وتُمنع زيارة الأماكن الأثرية بحجة أنها “رموز للكفر”.
مع اختفاء السياحة، تنهار القطاعات المرتبطة بها، مثل الفنادق والمطاعم والنقل. تبدو المدن السياحية مثل الأقصر وأسوان خاوية على عروشها، وقد فقدت بريقها.
الفصل السابع: كابوس المرأة والأقليات وهروب العقول
تعيش النساء والأقليات في حالة من الخوف الدائم. تُفرض قوانين مجحفة تستهدف حريتهم الشخصية، ويُقيد تحركهم حتى في الأماكن العامة.
العقول المبدعة تهرب إلى الخارج، بحثًا عن بيئة أكثر احترامًا للإبداع والتطور. تصبح مصر دولة خالية من المبدعين، تعيش على الهامش، وغير قادرة على المنافسة في أي مجال.
الفصل الأخير: إعادة وجه مصر الحضاري.. المهمة المستحيلة
بعد عقود من حكم الإسلاميين، تكون مصر قد فقدت ملامحها الحضارية بالكامل. يحتاج المجتمع إلى جهود جبارة وإرادة سياسية لإعادة البناء، ولكن الضرر العميق يجعل المهمة شبه مستحيلة.
تصبح البلاد عبرة تاريخية على فشل حكم الإسلاميين، كما حدث مع دول أخرى سلكت نفس المسار.
الخلاصة: كابوس حكم الإسلاميين
حكم الإسلاميين ليس مجرد أزمة سياسية، بل هو كارثة اجتماعية وثقافية واقتصادية شاملة. إنه انقلاب على تاريخ مصر وحضارتها، وعودة إلى عصور الظلام. ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة، بل كانت طوق النجاة الذي منع مصر من الانزلاق في هذا السيناريو الكارثي.